التاريخ : 2022-12-14
مدة القراءة : 2 دقائق
تبدأ القصة مع جيمس تشوي الأستاذ في كلية الاقتصاد في جامعة ييل، حيث خطرت له فكرة مقارنة المنهج العلمي للمواد المالية المتبع في الجامعة مع كتب النصائح المالية على رف "الأكثر مبيعًا".
بدأ تشوي بمراجعة العشرات من العناوين التي بيعت منها ملايين النسخ، ولم يستطع اخفاء اهتمامه بكمية النصائح الكبيرة التي تحدثت عن الطرق المثلى للادخار والاستثمار خصوصًا وأنها تختلف عن ما يقدمه هو وزملاؤه الأكاديميين في الجامعات. الاهتمام ليس إيجابيًا دائمًا، فقد وصف تشوي هذه النصائح ب"الاخطاء القاتلة".
الفروقات: يتمحور الفرق الأبرز بين نصائح الأكاديميين والكتّاب المشهورين حول النهج المتبع في الاستنتاج، بحيث يركز الأكاديميون بشكل كامل على الأرقام والمنطقية في الطرح، بينما تكون نصائح الكتّاب المشهورين مبنية على أفكار نظرية مستلهمة من سلوك الناس وغالبًا ما تكون مثالية.
مثلًا فيما يخص سداد القروض، تقدم بعض الكتب الأكثر مبيعًا نصائح لتسديد القروض من "الكيس" وتنصح بسداد القروض الصغير قبل الكبيرة، مشبهة إياها بكرة الثلج. لكن ينبه تشوي إلى أن الأولوية في السداد يجب أن تكون للقروض ذات الفائدة الأعلى، وأي إجراء آخر سيكلفك أكثر بسبب تراكم رسوم الفائدة شهريًا. يتضح لنا من المثال الفارق في النظرة حول المشكلة، فقد ركز الكتّاب المشهورين على الجانب النفسي وفكرة بناء الإرادة لدى الأفراد، بينما ركزت النصيحة الأكاديمية على التوفير، وهي الغاية والطلب.
الصورة الأكبر: الأخطاء التي يروج لها الكتّاب المشهورين ليست استراتيجية بقدر ما هي أخطاء فنية، ونصائح الادخار المثالية التي نسمعها كل يوم وتصل حتى لمن لا يجد القدرة على سداد فواتيره يمكن احترامها من جانب تحفيزها على بناء العادة، فهي فلسفة أكثر من كونها نصائح مالية. الاستمتاع والعيش هو الغاية، وتشنيع هذه المتع من أجل توفير بعض الأموال لمستقبل مجهول أمر غير ضروري، بالإضافة إلى عدم جدوى هذه النصائح فنيًا أيضًا، فمن الممكن أن تحرم نفسك من الاستمتاع بوجبة أو كوب قهوة مع الأصدقاء لتوفير ثمنها، ولكن في الواقع أنت تحرم نفسك من لحظات وذكرى جميلة.