التاريخ : 2022-03-29
مدة القراءة : 2 دقائق
إذا كنت من المعجبين بالعولمة وتؤمن بان الإنسانية تنجح عندما تتفاعل وتنقل خبراتها ومنتجاتها وأفرادها بحرية عبر الحدود العالمية، فلابد ان الزمن الذي قضيته في كورونا كان عصرًا مظلمًا بالنسبة لك.
ونبشرك أن الاقتصاديين يعتقدون أن القادم لن يزداد إلا حلكة!
مؤخراً قام العديد من رؤساء الدول بتلميحات وتصريحات عديدة ضد العولمة.
تتضمن القائمة شي رئيس الصين، وبوتين رئيس روسيا، مروراً ببولسنارو رئيس البرازيل واوربان رئيس هنقاريا وانتهاءً باردوغان وترامب. أضف الى ذلك احداثًا عالمية مثل انسحاب بريطانيا من التحالف الأوروبي (بريكست)، انقطاع روابط العالم أثناء الجائحة، والحرب المستعرة في أوروبا الشرقية.
أيضًا، منذ سنوات والشركات ذات سلاسل الإمداد المعقدة متعددة الجنسيات تعاني من تكاليف غير متوقعة. أبرز مثال هو عندما فرض ترامب تعريفة على قائمة من البضائع المستوردة من مصادر معينة بدون أي سابق انذار.
كلما شعرت الدول بأنها في حاجة أكبر لأن تعتمد على ذاتها، يعني ذلك أن "تسحب على" فوائد الترابط العالمي.
يقول الاقتصادي آدم بوسن ان الاقتصاد العالمي سينقسم الى قطع، حيث تقوم كل قطعة بمحاولة أن تعزل نفسها عن العالم وتقليل قوة تأثير القطع الاخرى عليها.
الجائحة وفترات الحظر وقيود السفر كانت لها تبعات مدمرة سببت عجزًا لدى وكلاء السيارات وتركت أثرًا واضح على ارفف المتاجر. كما أن ازدياد اسعار البترول والمواد الزراعية وعزل العالم لروسيا من الاقتصاد العالمي زاد العجز العالمي وانقطاع العديد من المواد الصناعية الاساسية مثل النيكل والبلاديوم والنيون.
كل هذه العوامل تجبر الشركات على ان تغير اولوياتها من "في الوقت المناسب" إلى "من باب الحيطة" كما ذكر رئيس البنك الفدرالي الاحتياطي لأتلانتا رافايل بوستيك معللاً أهمية الموثوقية على الكفاءة.
قلة الترابط الاقتصادي، تعني أن التنمية والاختراعات ستقل بينما ستزدهر وتقوى الشركات والصناعات المحلية بشكل يمكّنها من المطالبة بحمايات خاصة. بشكل أعم، ستقل العوائد من الاستثمارات التي يقوم بها الافراد والشركات.
المختصر: الاقتصاد العالمي في ٢٠٢٠ بدا مختلفًا عما كان عليه في العقود الثلاثة الماضية بطرق عديدة مازلنا نحاول فهمها. الأكيد أن عالم ما بعد ٢٠٢٠ قد يبدو اقتصاديًا بشكل مختلف تمامًا عما كان عليه قبل عام ٢٠٢٠، وأحد أهم الشعارات فيه "كلٌّ يغني على ليلاه".