حظر على استخدام المراهقين للسوشال ميديا

التاريخ : 2025-12-10

مدة القراءة : 2 دقائق

في خطوة غير مسبوقة، استيقظ مئات آلاف المراهقين في أستراليا ليجدوا أنفسهم مطرودين من التطبيقات التي كانت تشغل معظم يومهم. انستجرام، تيك توك، سناب شات… كلها أصبحت محظورة لمن هم دون ١٦ عامًا. قرار يُسوّق له على أنه "حماية" للجيل الجديد من الإدمان والمحتوى السام. لكن هل هو كذلك فعلًا؟

قرار بوزن ٣٣ مليون دولار.. وواقع معقد

القانون الذي طُبق هذا الأسبوع يلزم المنصات بحذف أو منع حسابات المستخدمين الأستراليين تحت ١٦ عامًا، وإلا تواجه غرامة تصل إلى ٣٣ مليون دولار. الحكومة تقول إن الخطوة ضرورة ملحّة لوقف “الخوارزميات المفترسة” التي تغذي العنف والضغط النفسي والتنمر. ورغم صرامة القانون، الحكومة نفسها تعترف بأن التطبيق لن يكون مثاليًا، وأن المراهقين “الأذكياء تقنيًا” قد يجدون ثغرات.

ما يكشفه المنع..

القرار قد يبدو خطوة لحماية الأطفال، لكنه يكشف ما هو أعمق: ١) أن السوشال ميديا أصبحت جزءًا من الهوية اليومية المنع خلق فراغًا فجائيًا، ليس في وقت الشاشة فقط، بل في التواصل الاجتماعي، الانتماء، وحتى مصادر الترفيه. ٢) أن الحكومات بدأت تعترف بأن "التربية الرقمية" فشلت بدل بناء ثقافة استخدام واعٍ، تم اللجوء إلى زر الإيقاف. وهذا بحد ذاته اعتراف بأن المشكلة ليست تقنية فقط، بل تربوية - اجتماعية. ٣) أن الشركات التقنية أصبحت أقوى من أن تُترك بلا مساءلة القانون ليس تحكمًا، بل رد فعل متأخر على سنوات من تجاهل التأثير النفسي للخوارزميات على الأطفال.

لكن… هل سيغيّر القرار الواقع؟

حتى أكثر المدافعين عن القانون يعترفون بأنه: - قابل للتحايل. - صعب على المنصات تنفيذه بدقة. - قد يدفع المراهقين لمنصات أخطر وأقل رقابة. ويوتيوب انتقدت القرار ووصفته بأنه “دفع الأطفال إلى الزوايا المظلمة من الإنترنت”. وهذا احتمال واقعي: لأن المنع لا يلغي الحاجة… بل ينقلها إلى مكان آخر.

مغزى آخر؟

ربما الهدف ليس “منع الأطفال من السوشال ميديا”. بل إعادة كتابة علاقتنا بالجهاز الذي نحمله في أيدينا كل يوم. القرار رسالة صريحة: “لقد تركنا العالم الرقمي ينمو أسرع من قدرتنا على تنظيمه… وحان الوقت لإبطاء السرعة.”

ماذا بعد؟

دول مثل نيوزيلندا وماليزيا بدأت بالفعل دراسة قرارات مشابهة. وهذا يعني أننا ندخل مرحلة جديدة من عصر تنظيم السوشال ميديا، بعد سنوات كانت فيها المنصات أقوى من أي قانون. لكن النتيجة الحقيقية ستظهر لاحقًا، ليس في أعداد المستخدمين، بل في قدرة الأطفال على بناء علاقة صحية مع التقنية، وهذا هو التحدي الأكبر.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط