
التاريخ : 2025-11-24

مدة القراءة : 2 دقائق
بعد سنوات من شدّ الأحزمة وتقليل الرحلات، تظهر بيانات جديدة تكشف مفارقة لافتة: السفر التجاري المدار بذكاء يمكن أن يصبح أحد أقوى أدوات النمو داخل الشركات الأمريكية. فالدراسة التي أجرتها GBTA وASTA وشملت ٣٢٠٠ شركة أمريكية عبر ١٧ قطاعاً، تؤكد أن الشركات التي تعتمد إدارة استراتيجية للسفر تحقق إيرادات أعلى و تصل إلى ٣٠٪ مقارنة بمنافسيها.
وفقاً للدراسة، فإن زيادة ١٪ في إنفاق السفر بذكاء ترتبط بارتفاع ٠,٢٠٪ في الإيرادات. والتفسير بسيط: الشركات التي تختار توقيت السفر، وأهدافه، وفريقه بدقة، تتقدم أسرع، تغلق صفقات أكبر، وتبني علاقات أقوى، خصوصاً في القطاعات التي تعتمد على الاتصال المباشر. بينما الشركات التي تُقلّص السفر عشوائياً، تدفع ثمناً غير مرئياً يتمثل بفرص ضائعة، ونمو متباطئ.
الشركات الضخمة والتي فيها أكثر من ١٠٠٠ موظف تستفيد من اقتصاديات الحجم وتحقق تكلفة أقل للفرد. أما الشركات الصغيرة والتي فيها أقل من ١٠٠ موظف فتنفق أقل إجمالياً، لكنها تتحمل تكلفة أعلى لكل موظف وتعتمد على السفر لتعويض محدودية حضورها. وقد أظهرت الدراسة أن القطاعات الأكثر إنفاقاً للفرد جاءت كالتالي: - المرافق: ٨٦٠٠ دولار - الرعاية الصحية:٦٨٠٠ دولار - الإدارة العامة: ٤٧٠٠ دولار - بينما التعليم والخدمات الغذائية في أدنى القائمة.
تكشف الدراسة عن مجموعة من المؤشرات الدقيقة التي توضح حجم تأثير السفر على نموذج العمل: - زيادة ١٪ في عدد الموظفين ترفع نفقات السفر بنحو ١,١٪.
زيادة ١٪ في عدد مواقع الشركة تضيف ما يقارب ٠,٠٨٪ للإنفاق الكلي.
القطاعات كثيفة رأس المال مثل الطاقة والتصنيع تنفق ٣٤٪ أكثر على السفر.
القطاعات كثيفة العمالة تنفق ٢٧٪ أقل.
الشركات ذات برامج إدارة سفر ناضجة تخصص ٠,٧٦٪ من الإيرادات للسفر.
قدمت الدراسة نموذج مقارنة (Benchmarking) يقيس: الإيرادات + عدد الموظفين + عدد المواقع + شدة العمليات لهدف احتساب المستوى المتوقع لإنفاق السفر لكل شركة.
وقد أظهرت بعض الأمثلة نتائج لافتة: - شركة في قطاع الصحة والخدمات الاجتماعية تنفق أقل بـ ٥٠,٠٠٠ دولار من المستوى المتوقع. - شركة في قطاع الاتصالات تنفق أكثر بـ ١٦,٠٠٠ دولار من المستوى النموذجي. فالفجوات هنا ليست مجرد أرقام، بل فرص تحسين أو إعادة توزيع استراتيجي.
في عالم يتسارع رقمياً، يصبح "الوجود البشري" ميزة تنافسية لا يمكن نسخها. فالاجتماعات الافتراضية ممتازة للمتابعة، لكن الصفقات تُحسم وجهاً لوجه، والأسواق الجديدة تُفتح بالحضور الفعلي لا بالمكالمات. لذلك السفر التجاري حين يُدار بذكاء، ليس عبئاً مالياً، بل أحد أدوات النمو التي ما زالت تصنع فرقاً حقيقياً في سوق المنافسة.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
