
التاريخ : 2025-11-18

مدة القراءة : 2 دقائق
التقنية والإنترنت حاولوا يستميلون المسافر بضمان أقل سعر عشان يحجز عن طريقهم، والفنادق تتباهى بالمرونة والتفهم.. ونتيجة لقاء الجبابرة أن المستهلك خسر الامتيازيين!
سياسات الإلغاء المرنة التي تعودنا عليها في الفنادق بدأت تختفي تدريجيًا. الكثيرمن فنادق اليوم لا تقبل الإلغاء إلا قبل مهلة طويلة، وبعضها… لا تقبل أبدًا.
القصة ترجع تقريبًا لعام ٢٠١٨م، يوم بدأت مواقع الحجز الإلكتروني تعتمد حركة ذكيّة لكنها “تستس” اسمها: الإلغاء وإعادة الحجز. وهي ببساطة: تحجز غرفة بسعر معيّن… وبعدها يبدأ الموقع بمراقبة الفندق. لو الفندق خفض سعره، الموقع يلغي حجزك ويعيد حجزه بالسعر الجديد من دون ما تدري أنت حتى. لأن الفنادق كانت تخفض الأسعار في آخر لحظة إذا بقيت غرف شاغرة من باب (العوض ولا القطيعة). وباتباع خطة الإلغاء وإعادة الحجز، أصبح المستهلك يوفر.. لكن الفنادق كانت تخسر.
الفنادق قالت: “خلاص، نهدي اللعب”. وأقرت سياسات أسعار جديدة: - سعر منخفض بدون إلغاء. - سعر متوسط بإلغاء قبل يومين أو ثلاثة. - وسعر أغلى لو تبغى مرونة “إلغي قبل الليلة”.
وتدريجيًا.. المرونة اللي نعرفها اختفت.
- الفنادق عندها حساسية أكبر من شركات الطيران: إذا ألغيت رحلتك غالبًا بإمكانك استخدام قيمة التذكرة أو جزء منه لرحلة مستقبلية لاحقًا. لكن إذا الغيت حجز الفندق متأخر؟ خسارة كاملة، محد بياخذ غرفتك، وتنشب بحلق الفندق.
- ولأن أغلب الفنادق عندنا مملوكة لجهات محليّة بنظام الامتياز، فصاحب فندق في الخبر ما له علاقة يعطيك “رصيد في المحفظة” تستخدمه في فرع بالرياض.
- الإنترنت لعب علينا لعبة "الوسيط الذكي": كل عملية حجز صارت معقدة، من طلبات الأكل إلى حتى التكاسي، وكلها وسط وسطاء تقنيين شغالين على السعر الأرخص… على حساب التجربة البشرية.
- الطرق القديمة اختفت: تبغى تكلم الفندق مباشرة؟ غالًبًا بتضيع في دوامة أنظمة الرد الآلي قبل ما تلقى أحد يرد عليك.
- اليوم المسافر صار يمشي وسط منظومة مجهولة: أسعار تتغير، سياسات تقسو، وقرارات تُصنع بينك وبين الشاشة.
الزمن تغيّر، والسياسات تغيّرت، والتقنية قلبت اللعبة… لكن اللي ما تغيّر هو إن “النظام دائمًا يفوز لو لعبت لعبته بدون ما تفهمها”. عارف اللعبة؟ إذًا بتعرف تتصرف.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
