تسريح أمازون لموظفيها خطوة ذكية أم متسرعة؟

التاريخ : 2025-11-03

مدة القراءة : 2 دقائق

أكبر المخاوف مع انتشار الذكاء الاصطناعي هو فقدان الوظائف، وقد تعززت هذه المخاوف بعد أن سرحت شركة أمازون ١٤ ألف موظفًا، علماً أنها حققت أرباحًا في النصف الأول من هذا العام بقيمة ٣٥ مليار دولار! فليست شركة خسرانة، فهل الذكاء الاصطناعي هو المسؤول عن تسريحهم أم تصورات المدراء التنفيذيين عن مستقبل الذكاء الاصطناعي؟

موقف ضبابي

صرح المتحدث الرسمي للشركة أن تسريح الموظفين لم يكن بسبب تطورات الذكاء الاصطناعي!! وقد حذر الرئيس التنفيذي من استبدال موظفي الشركة بالاعتماد على قدرات الذكاء الاصطناعي، لكن يبدو أن واقع الشركة يخالف هذه التصريحات، وففي المذكرة بخصوص التسريح، ذكر: "علينا أن نتذكر بأن العالم يتغير بسرعة .. نحن مقتنعون بأن قوة عاملة أكثر كفاءة هي مفتاح الريادة في عصر الذكاء الاصطناعي".

يقال أن تقليل أمازون لعدد موظفيها تحسبًا لزيادة إنتاجية الذكاء الاصطناعي، وليس استجابةً لها، فقد استثمرت ١٢٠ مليار في الذكاء الاصطناعي لأنها تراه من سيحدد المستقبل، علما أنه سهم الشركة قد ارتفع بنسبة ١٪ بعد إعلان تسريح الموظفين.

أسباب أخرى

أمازون مثل بقية الشركات العملاقة، تعاني من حرب الرسوم الجمركية التي يشنها ترمب على الصين وغيرها من الدول، لذلك تسعى هذه الشركات للاقتصاد في التوظيف.

المبالغة في تأثير الذكاء الاصطناعي

ذكرت دراسة حديثة أن الشركات تبالغ في الادعاء باعتمادها على الذكاء الاصطناعي، بالعربي (هياط) وأن اشتراط معرفة التعامل مع الذكاء الاصطناعي في الوظائف قد ازداد، لكن ربع هذه الوظائف لا يذكر كيف يوظف في الشاغر الوظيفي! (شغل بس ركوب الموجة) علماً أن الخبيرة جيسيكا كريجل، صرحت بأنه "لا يوجد سوى عدد قليل جدًا من الشركات التي تستبدل البشر بالذكاء الاصطناعي حاليًا، ما نشهده هو تسريحات استباقية للموظفين... يريد القادة أن يستكشفوا كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز الكفاءة، لكن هذه التكنولوجيا ليست جاهزة بعد لتولي معظم الأدوار البشرية".

نصف العلم لا أدري

من معضلات الذكاء الاصطناعي أنه لا يعرف قول لا، لذلك قد تحتوى إجاباته على هلوسات معرفية، وقد لا يتنبه من يستخدمه لهذه الهلوسات، وهنا يأتي أهمية العنصر البشري، الذي يقع في الخطأ، بشكل واضح، دون هلوسات، كما أنه لا يقدم إجابات من كيسه -في الغالب-.

الصورة الكبرى:

الشركات التي ستفوز في سباق الذكاء الاصطناعي ليست التي تُطبِّق الأتمتة بأسرع وقت، بل هي تلك التي تحافظ على قدرتها على التكيف مع قدرات الذكاء الاصطناعي، دون الاستغناء عن البشر.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط