
التاريخ : 2025-10-23

مدة القراءة : 2 دقائق
الوظيفة التقليدية كما نعرفها من ٨ إلى ٥، والساعة ١٢ بريك في طريقها للانقراض.
اليوم، الموهوب الذي يمتلك أكثر من مهارة أصبح صاحب فرص أكبر، ولهذا بدأت الشركات الكبرى والجهات العالمية مثل بنك ستاندرد تشارترد ويونيليفر في تبنّي نموذج جديد لإدارة المواهب يُعرف باسم سوق المواهب الداخلية.
في بنك ستاندرد تشارترد بدأت فكرة "الوظيفة بدوام كامل" تفقد أهميتها؛ فالموظفون لا يُنظر إليهم اليوم من خلال مسمياتهم الوظيفية فقط، بل باعتبارهم مجموعة من المهارات يمكن إعادة توزيعها من خلال سوق المواهب الداخلي على مشاريع مختلفة بحسب الحاجة. في هذا النموذج يمكن للموظفين المشاركة في مشاريع تمتد حتى ثماني ساعات أسبوعيًا، دون مقابل مالي إضافي. لكنهم في المقابل يكتسبون مهارات جديدة ويوسعون شبكة علاقاتهم المهنية، وهو ما جعل ٦٠٪ من موظفي البنك حول العالم سعداء بهذه الفكرة.
مع التحولات التقنية تواجه الشركات تحديًا في إعادة توزيع أدوار موظفيها الداخلية بدلًا من اللجوء إلى التوظيف. في حالة "ستاندرد تشارترد"، ساعد هذا النموذج البنك على تحقيق أرباح تجاوزت ٨,٥ مليون دولار منذ عام ٢٠٢٠م عبر مشاريع كانت ستتأخر لولا تطبيق هذا النظام.
أما يونيليفر، فقد استخدمت خلال جائحة كورونا منصتها الداخلية FLEX Experiences لإعادة توزيع ٨ آلاف موظف وإنجاز أكثر من ٣٠٠ ألف ساعة عمل، مما مكّنها من الاستفادة القصوى من مواردها البشرية في وقت الأزمة.
وفي المقابل، أطلقت شركة PwC في العام الماضي منصة داخلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تقوم بإنشاء ملفات تعريف للموظفين ومطابقة الفرص المناسبة لهم بناءً على مهاراتهم واهتماماتهم.
هذه التجارب تُظهر أن الشركات التي تسعى لمواكبة الذكاء الاصطناعي بسرعة، عليها أن تنظر إلى موظفيها نظرة شمولية قبل اللجوء إلى التوظيف. فهذا النموذج لا يساعد فقط في الاستفادة القصوى من الكفاءات الموجودة، بل يمنح الموظفين فرصة لتعلّم مهارات جديدة تجعلهم أكثر استعدادًا للتغيّرات التقنية القادمة. Tanuj Kapilashrami الرئيس التنفيذي للإستراتيجية والمواهب في بنك ستاندرد تشارترد، تقول: "هناك نقص عالمي ضخم في المهارات، وإذا ظنت الشركات أنها تستطيع شراء طريقها نحو المستقبل، فهي مخطئة؛ فذلك لن يحدث دون بناء القدرات من الداخل."
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
