
التاريخ : 2025-10-15

مدة القراءة : 2 دقائق
في زمن كانت التوقعات تقول أن الذكاء الاصطناعي سيتحوّل إلى ماكينة ضخمة تبتلع كل ما يُنشر على الإنترنت.. يخرج تقرير جديد ويقول: "مو لهالدرجة!" تقرير من شركة Graphite المتخصصة في تحسين محركات البحث كشف أن الذكاء الاصطناعي، رغم تسارعه، لم يتفوّق تمامًا على البشر في كتابة المحتوى. صحيح في نوفمبر ٢٠٢٤م تفوقت المقالات المكتوبة بالذكاء الاصطناعي لفترة وجيزة على تلك التي كتبها بشر، لكن سرعان ما عاد التوازن، وما زال مستمرًا.
Graphite حللت أكثر من ٦٥٠٠٠ رابط إلكتروني نُشر بين ٢٠٢٠ و٢٠٢٥م باستخدام أداة "Surfer" لكشف إن كان المحتوى مكتوبًا من قبل إنسان أو آلة، المفاجأة؟ - في نوفمبر ٢٠٢٤: تفوق المحتوى الآلي. - بعدها مباشرة: عاد التوازن، والنسبة تقارب ٥٠/٥٠.
رغم الطفرة في أدوات الذكاء الاصطناعي، تظل الغلبة للمحتوى البشري في نتائج البحث. ففي تقارير Graphite توضح أن ٨٦٪ من المقالات اللي تتصدر جوجل كتبها بشر، ونفس النسبة تنطبق تقريبًا على المحتوى اللي تعتمد عليه روبوتات مثل ChatGPT و Perplexity. بمعنى آخر: الذكاء الاصطناعي حاضر، لكن القارئ والمحرّك لا يزالون يفضلون لمسة الإنسان.
مو بالضبط، لكن محركات البحث والمستخدمين صاروا أكثر وعيًا. المحتوى البشري لا يزال يتفوق في الجودة، العمق، والقدرة على إيصال رسالة ذات طابع إنساني. ببساطة: البشر يحبون يقرأون من بشر، أو على الأقل من نصوص "يحسون فيها بروح الكاتب"، حتى لو ساعدته الآلة.
لأنه لو امتلأت الإنترنت بمحتوى من صنع الآلة، ستصبح نماذج الذكاء الاصطناعي تتعلّم من إنتاجها السابق، وتبدأ "تتغذى على نفسها". وهذه الظاهرة تسمى أحيانًا "AI Collapse" انهيار المحتوى بسبب التكرار وفقدان التنوع البشري. لكن الواقع الحالي يقول أن الإنترنت ما زالت تحافظ على ملامحها البشرية حتى الآن.
في سباق الكلمات، قد تتشابه السرعات، لكن ما يزال الوزن الحقيقي للكلمة يُقاس بروح قائلها. صحيح أن أدوات الذكاء الاصطناعي أصبحت تكتب وتلخّص وتشرح، لكن القارئ سيظل يبحث عن الصوت البشري وسط الضجيج الرقمي.
العلاقة اليوم لم تعد صراعًا على المساحة، بل شراكة ذكية: الآلة تُسرّع، والإنسان يُعمّق. وما دام هذا التوازن قائم، فالمحتوى لا ينهار، بل يتطــــوّر.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
