التاريخ : 2024-09-22
مدة القراءة : 2 دقائق
قبل أكثر من ٢٠ عامًا، انتشرت أغنية "هل عندك شك؟" التي حاول من خلالها "نزار قباني" عبر صوت "القيصر" إقناع حبيبته بأنها أحلى وأغلى امرأة في الدنيا، وأهم امرأة في الدنيا، وأن دخولها في قلبه هو أعظم يوم في التاريخ، إلخ.. الآن في عام ٢٠٢٤م يتكرر السؤال: "هل عندك شك؟"، لكنه لم يقتصر على الحبيبة فقط؛ بل على كل الصور والفيديوهات التي نراها.
بعد كل الاتهامات التي طالت برنامج الفوتوشوب حول تعديل الصور وتغييرها؛ خرج الفوتوشوب الآن من قفص الاتهام، واستلم التهمة "الذكاء الاصطناعي"، لذلك لم يُعد من الدارج بين العامة إطلاق "والله هذي فوتوشوب"، بل تم استبدالها إلى: "يا ولد.. هذي ذكاء اصطناعي"؛ ويُعزز ذلك استطلاع أجرته YouGov في عام ٢٠٢٣م أشار إلى أن ٨٥% من الأمريكيين يشعرون بقلق شديد بخصوص انتشار المقاطع والصور المزيفة.
الذكاء الاصطناعي أصبح متطورًا بدرجة مخيفة في إنتاج الصور والصوت، أصبح الناس يجدون صعوبة في التفريق بين الحقيقي والزائف، وهناك بالفعل عمليات احتيال تستهدف الناس باستخدام الذكاء الاصطناعي لتقليد أصوات عائلاتهم وأصدقائهم وبعض الأصوات المشهورة، تخيل أن تجيب على اتصال لتجد صوت محمد عبده "يطلبك سلف!". الكاتب "بنج إدواردز" أطلق على هذه المرحلة "حقبة الشك العميق" نظرًا لشكّ الناس في معظم ما ينشر على الإنترنت!
بسبب الانتشار الرهيب للصور والمقاطع المفبركة بالذكاء الاصطناعي؛ تراجعت ثقة الناس في مختلف وسائل الإعلام؛ وهذا يؤدي إلى عودة "نظرية المؤامرة" إلى الواجهة، والأسوأ من ذلك أن كل شخص لديه القدرة الآن على إنكار الحقيقة وتقديم أدلة زائفة لتبرير الأكاذيب؛ لذلك.. اتبع نصيحة "بنج إدواردز" واستمع إلى المصادر الموثوقة، ولا تأخذ الأمور بظاهرها، وتحقق أكثر؛ فالشك جزء من الطبيعة البشرية.