
التاريخ : 2025-10-08

مدة القراءة : 2 دقائق
هل أستمر في وظيفة مرهقة لكنها مجزية ماديًا؟ أو أبدأ مسار مهني جديد؟ هل أقطع علاقتي مع فلان؟ أو أحسّنها مع علّان؟ أفكار تطلّ عليك في طريق الملك فهد وأنت راجع من الدوام، وهواجيس تمرّك على الكورنيش.. اطمئن لست وحدك، هذه مشاعر طبيعية نمرّ فيها باختلاف مراحل حياتنا، ومهما كنت قويّ معتمد على نفسك "Strong Independent” ستبحث عن بصيص دعم.
العقل يحب الأمان، والاختيار يهدده بالندم. ولهذا السبب يظنّ الكثير أن التأجيل يحميه، ويبعده عن صداع الاختيار واتخاذ القرار واحتمالية الخسارة، ومع تراكم الخيارات يبدأ الصوت الداخلي يقول: “خلّها زي ما تجي.. تجي”، لكن اللاقرار بحد ذاته قرار.. مثل إنك تبقى في وظيفة مملة لأنك ما قررت تستقيل، أو تستمر في علاقة متعبة لأنك ما قررت توقفها. مع الأسف الاختيارات تتطلب مواجهة مع الاحتمالات المختلفة، الجيد منها والسيئ، حتى وإن كانت طبيعتنا الإنسانية تبحث دائمًا عن الأفضل.
تفرض علينا الحياة طرق متقاطعة تفقدنا اليقين، هل الطريق الأيمن أضمن؟ أو الطريق الأيسر أسلك؟ لو سلكت الأول ندمت ورغبت بالثاني، والعكس صحيح، وهذا طبيعي لأن الإنسان ما يستطيع العيش في أكثر من حياة، فاتخاذ قرار أن تسلك الطريق الأيمن على سبيل المثال أفضل من الوقوف على مفترق الطرق تائه و "لسّى محتار".
يتردد الإنسان في المقام الأول لأنه يخاف الخسارة. وهي حالة يصفها علم النفس بـ فوبيا الخيارات "The Paradox of Choice، كلما زادت الخيارات، زاد التردد وقلّ الرضا بالنتيجة. - إذا عُرض على الناس ٦ خيارات من المربى، يشترون أكثر من إذا عُرِض عليهم ٢٤ خيارًا، لأن وفرة الخيارات تربك الدماغ وتزيد التردد، حسب دراسة من جامعة ستانفورد. - يستنزف الدماغ البشري طاقته بعد سلسلة من القرارات الصغيرة، وهي حالة إجهاد القرار "Decision Fatigue"، فيميل الشخص بعدها لاختيار الأسهل لا الأفضل.
إذا قررت قرار وطلع عليك بخسارة؟ لا تندم، فكثير من الاختيارات ما تكون واضحة من البداية، وتلجأ إلى استراتيجية "اكشط واربح"، النجاح مب في النتيجة، وإنما في قدرة تحمّل القرار مهما كانت عواقبه، حتى بالقرارات الصغيرة مثل "وش أفطر اليوم؟"، "وش ألبس الجمعة؟"، حرفتك في الاختيار وسرعتك في القرار هي اللي تخليك يوم القرار الكبير تعرف تختار بثبات (حتى لو خفت).
كل مرة تختار وتغلط، تدرك الحياة أكثر، فلم ولن يأتي اليوم الذي ستعلم فيه صحة قرارك وجدوى اختيارك. لكن الشيء المؤكد: تميل الحياة لمن يتحرك، لا لمن ينتظر. وكل طريق تخوضه، حتى لو انتهى بطريق مسدود، بيكشف لك عن نفسك أكثر مما تكشفه الطرق السالكة. فاستخر، وقرّر، واعقلها وتوكّل. لأن أسوأ قرار.. أفضل من لا قرار.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
