أسواق المال صارت دقة قديمة.. وأصحاب الثروات يركضون لسوق التنبؤ

التاريخ : 2025-10-07

مدة القراءة : 3 دقائق

تخيل أن مليارديراً من وزن تشارلز شواب، أسطورة وول ستريت وصاحب شركة تدير ١٧٦ مليار دولار، يدخل مكتب شركة ناشئة صغيرة في سوهو، حاملاً ملفات ضخمة بين يديه.. ليس لصفقة استحواذ، بل لدراسة مشروع (العمر) لمؤسسين أعمارهم ٢٧ سنة فقط!

الخبر

أسواق التنبؤ (Prediction Markets) صارت الوجهة الجديدة لأذكى المليارديرات في أمريكا. من تشارلز شواب إلى بيتر ثيل، كلهم يضخون الملايين في شركات مثل Kalshi وPolymarket التي تسمح للناس بالتداول على الأحداث المستقبلية وكأنها أسهم.

**بداية القصة **

في عام ٢٠٢١م أسس شاب مصري اسمه طارق منصور مع زميلته لُوانا لارا شركة صغيرة اسمها Kalshi. فكرتها بسيطة لكنها قوية: بدلاً من تداول أسهم الشركات، لماذا لا تتداول على الاحتمالات نفسها؟ من سيفوز بالانتخابات؟ كم سيكون سعر النفط نهاية العام؟ هل ستغلق الحكومة الأمريكية؟ الفكرة خطيرة، لكن السوق لم يفهمها وقتها… إلا أن المفاجأة جاءت عندما قرر تشارلز شواب بنفسه زيارة الشركة، بعد أن درس كل تفاصيلها في ملفات ضخمة (نعم بنفسه، وليس فريقه) وبعد دقائق من لقائه الأول بالمؤسسين قال جملته التاريخية: “أريد أن أستثمر. هذه الشركة تذكرني ببداياتي.” بعدها بسنوات، ارتفعت قيمة "كالشي" إلى ملياري دولار، وأصبحت واحدة من أكبر استثمارات شواب خارج شركته الأم.

** المنافس المحبط الذي قرر الرد!**

توماس بيترفاي، مؤسس "Interactive Brokers" (بثروة ٧٢ مليار دولار)، حاول أن يشتري "كالشي" عام ٢٠٢١م لكنهم رفضوه! فما كان منه إلا أن أسس شركة منافسة سماها Polymarket وأطلقها بعد سنة فقط لتدخل نفس المعركة، مع رهانات تمتد من انتخابات نيويورك إلى سعر البيتكوين نهاية ٢٠٢٥م.

**كيف تعملان؟ **

كل عقد يُتداول مثل سهم: - إذا اعتقدت أن ترامب سيفوز، تشتري عقد “نعم” بـ ٦٠ سنت.

  • لو فاز فعلاً، تأخذ دولارًا كاملًا.

  • لو خسر، تخسر الـ ٦٠ سنت.

أما المنافسة بوليماركت فاختارت طريق البلوك تشين، حيث التداول بالعملات الرقمية بلا قيود مركزية.

  • دعمها جاء من بيتر ثيل (مؤسس باي بال) وفيتاليك بوتيرين (مخترع إيثيريوم).

** التفاصيل والمفاجآت**

  • بعد ترخيص حكومي نادر، أصبحت “كالشي” أول شركة تسمح بالمراهنة على الانتخابات الرئاسية في أمريكا بشكل قانوني.

  • تضاعف عدد المستخدمين ١٠ مرات في شهر واحد، وتجاوزت الرهانات مليار دولار قبل ليلة الانتخابات.

  • قيمة “بوليماركت” وصلت إلى مليار دولار، و“كالشي” إلى مليارين، وتستهدفان الوصول إلى ٩ مليارات في جولات التمويل القادمة.

  • أحد مستشاري “كالشي” اليوم؟ ابن دونالد ترامب! والسياسيون الذين كانوا ينظمون عملها؟ بعضهم أصبح في إدارة ترامب نفسها.

المقارنة التي تغيّر الفهم: المقامرة vs أسواق التنبؤ

  • في المقامرة، تراهن ضد الكازينو، والاحتمالات يحددها “البيت” نفسه، والفكرة كلها ترفيه ومخاطرة.

  • في أسواق التنبؤ، تراهن ضد السوق نفسه، ضد أشخاص آخرين.

  • كل عملية بيع أو شراء تغيّر سعر السوق، والسعر الجديد يعكس احتمال وقوع الحدث.
  • يعني السوق يتعلم ويصحح نفسه، مثل سوق الأسهم تماماً.

  • والأسواق مثل “كالشي” تخضع لتنظيم رسمي من هيئة تداول السلع الآجلة الأمريكية (CFTC)، أي أنها ليست مقامرة بل تداول منظم.

الصورة الكبرى: أسواق التنبؤ ليست فقط منصة للرهانات… بل ربما الجيل القادم من أسواق المال. الناس فيها لا تراهن فقط على كرة القدم أو الانتخابات، بل على المستقبل كله.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط