استغلال المناسبات الوطنية في العروض الإعلانية🧾

التاريخ : 2025-09-24

مدة القراءة : 3 دقائق

مقاضي البقالة آخر مرة.. كان الجبن من شركة المراعي أو شركة ريمونتادا؟  ما شريت جبن أصلًا؟ طيب مو مشكلة فكّر معي.. أمامك منتجين طبق الأصل، نفس الجودة، نفس الكمية، نفس السعر، لكن أحدهما تصنيع من بلدة أجنبية والآخر من محلّك وموطنك، أيّهم ستأخذ؟ وليــــــه؟

سألت ليــــــه؟

ما سألت؟ طيب ليه؟ المستهلك أيًا كانت جنسيته، عادةً يفضّل منتجات وطنه خصوصًا إذا وافقت مزاجه وكانت تعكس هويته؛ لأنه بطبيعته عنده ذاك الميل الخفي في شراء المنتج "اللي منك وفيك" بدون ما يحسّ.. هذا السلوك نقدر نسمّيه "الاستهلاك الوطني"، وهو الخيار الواعي بشراء السلع والخدمات المحليّة وتفضيلها على أي بديل مستورد من الخارج.

خلّك قريب حُبّك يزيـــــــــــــــــــد ❤️‍🔥

السلوك السابق شبيه بمفهوم علمي اسمه "التحيز للبيت" (Home Bias)، وهو تفضيل المستهلك للمحيط القريب الموثوق المألوف حتى وإن كان فيه احتمالية للأفضل، ببساطة؟ لأنه مضمون.

من "المستورد أحسن" إلى "يا حلوّ المحلي!"

الصورة الذهنية في السابق عن الصناعات المحلية ما كانت الأفضل، ناس تقول: "المستورد أحسن"، أو "الأجنبي أخبر بالجودة". لكن اليوم، ومع تزايد الصناعة المحلية، تغيرت الأفكار وصار المستهلك ما يفكّر يقارن بين المنتج المحلي والأجنبي.. هذا التغيير مو "تحصيل حاصل"، هو نتيجة مباشرة لتغير سلوك المستهلك اللي أدرك أن طبعه يدعمه للمحليّ، وإن عيال الوطن "أخبر به".

المواطــن يستهلك بوطنيّـــــة

لأنه منه وفيه..🫂 يحس بفخر وهو يشتري شيء من أرضه وصناعة ناسه.  لأنه يدعم الوطنية الاقتصادية 🛢️ يدرك أن دعم المحلي = حماية سوقه من المنافسة الأجنبية، وتنمية بلده.  لأنه يقول: "المحلي جودته فيه!"💰 يشوف أن منتجات بلده ما تقل جودة، ويمكن تتفوّق على غيرها. لأنه متأثر بالمجتمع👥 يوجّه الإعلام وكلام الناس ذوقه ويعزز شعوره بالمسؤولية في دعم "المنتج المحلي".  لأنه بطبعه حار 🏃🏾‍♂️ يبحث عن القرب والسرعة، والمنتجات المحلية عادة أوفر في التوصيل وأسرع في الخدمة.

ولاء وطنــي والثاني مجانًــــا🔖

تستغل الشركات شعور "الولاء للمنتج المحلي"، وتعرف أن المستهلك عنده سلوك "الاستهلاك الوطني" خصوصًا في المناسبات الوطنية، فنشوف "حرق" للأسعار، وموسم عروض كامل ومُجهّز، وأحيانًا صناعة تغليف خاصة لربط منتجه بالمناسبة، أو مجرد الخروج بحملة محتوى.

النماذج العالميـة تقول: الولاء مب بـــ ﷼

اليابان قامت بعد موت (علم اليابان)

كانت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية دولة مدمّرة اقتصاديًا. لكن المستهلك الياباني لعب دور أساسي في النهضة، واختار دعم المنتج المحلي، والنتيجة؟ شركات كبيرة مثل “سوني” و”تويوتا” صارت أيقونة في الابتكار والجودة، وأعادت بناء اقتصاد كامل من الصفر.

الصين وعبارة: “صُنع في الصين” (علم الصين)

ركّزت الصين على الاستهلاك الوطني بطريقة غير مباشرة، مثل اعتمادها لشعار ”صُنع في الصين” (Made in China)، والنتيجة؟ المستهلك الصيني صار يشوف المنتج المحلي امتدادًا لنهضة بلده، وبالفعل شركات صينية كثيرة تنافس في كل قارة وترمز لقوة اقتصادية عملاقة. نموذج الصين يذكّرنا بشعار "صُنع في السعودية" (Saudi made) وثقة السعودي في أي منتج عليه ختم الصناعة الوطنية.  

الصـــورة الكبـــرى:

لا يمكن للولاء الوطني وحدُه ضمان النجاح إذا كانت المنتجات المحلية لا تلبي معايير الجودة التي يتوقعها المستهلك.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط