
التاريخ : 2025-08-27

مدة القراءة : 2 دقائق
في كل بيت، يصعب إيجاد شخص لا يشعر بالقلق تجاه مشغولات يومه وهموم غده.. والقلق الحقيقي هو أن دماغ الإنسان يميل إلى التركيز على التهديدات والمخاطر أكثر من المكافآت، وهو ما يُسمى بـ "التحيز السلبي" الذي كان يحمينا في العصور القديمة، لكنه الآن يُغذّي القلق مِمّا قد يؤدي إلى الاكتئاب.
ارتبط القلق في العصور الحجرية بردود الفعل تجاه الضوضاء الغامضة في الظلام، مما دفع الإنسان للقتال أو الهروب أو ما يُسمّى "أسلوب الكَرّ والفَرّ"🏃🏾♂️ وعلى الرغم من عدم وجود ذئبة تطاردنا اليوم، إلّا أن أدمغتنا ما زالت مُبرمجة على القلق لاستشعار التهديدات والاستعداد لها.
بندر مدخلي والمعروف بلقب "بندريتا" صانع محتوى، وعضو في فريق "فالكونز"، يتابعه ٢٠ مليون شخص، عُرِف بطيبته و"كوميديته العفوية"، انتشر له مقطع كان يبكي فيه ويضحك (صورة الخبر) وبعد أكثر من سنة.. أعلن عن معاناته من الاكتئاب في وقت كان يُمكن أن يخفيه، وأشار إلى المقطع المنتشر أنه كان في أوجّ اضطرابه.. الشاهد؟ صار يشارك المتابعين لحظاته الصعبة وخطوات تعافيه، وينقل حياته الواقعية وما يمرّ فيه كأساس لمحتوى صادق يربط الجمهور؛ ليكون إعلانه في نهاية المطاف دافع للإكمال والانضباط ومساعدة الغير. تؤكد قصته أن التعرّض للضعف ومشاركته مع جمهور متضامن (حتى لو كانوا أهل أو أصدقاء) يُفيد على الصعيد النفسي، وإن لم تفد فأقلّها تعلم أنك لست وحدك.
على الضفّة الأخرى من التجارب الشخصية، تقدّم العالمة العصبية ويندي سوزوكي في كتابها "القلق الجيد" وجهة نظر تتمحور حول مفهوم (مُصادقة القلق كأعزّ الأخوياء) وعدم التفكير بأنه عدوّ يجب تجنبه، بل واستغلاله في توليد قُوى خارقة مثل: ١/ قوة الإنتاجية: حوّل قائمة القلق التي تسيطر عليك ليلاً إلى قائمة مهام قابلة للتنفيذ. ٢/ قوة الانغماس الذهني: القلق والانغماس الذهني قد يبدوان متناقضين، مع ذلك يعزز القلق لحظاتك السعيدة بطريقة غير مباشرة، كما يقول المَثل: "ما تعرف قديري لين تجرّب غيري". ٣/ قوة التعاطف: إذا لاحظت علامات قلق في الأشخاص من حولك، تعاطف وقدّم أساليب الدعم المناسبة ليتحوّل القلق الفردي إلى قوة جماعية، وفي نهاية اليوم؟ لا تنسَ التعاطف مع نفسك.. دوّن ثلاث أمور أنجزتها قبل النوم مهما كانت بسيطة لتوازن "التحيّز السلبي".
أمّا إن شاع القلق أو الاكتئاب؟ اطلب دعمًا نفسيًا ولا تتعامل مع الأمر وحيدًا.
نعترف: لا توجد لدينا إجابة لسؤال عنوان المقالة، ولكن نعرف: غالبية "المُكتئبين الناجحين" تحدّوا أنفسهم في تحويل السلبية من أعباء ثقيلة إلى قوة بناء أثقل! فلربما يكون الجواب ببساطة "بندريتا وغيره.. تحدّوا أنفسهم!".
💎 اسمع من أحدهم نصيحةً ألماسية.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
