
التاريخ : 2025-08-25

مدة القراءة : 2 دقائق
عند الحديث عن الصداقة، عادةً ما نركز على الجانب الإيجابي منها، كون وجود صداقات متنوعة يقلل من التوتر، ويوفر مساحة للفضفضة ومشاركة الهموم، لكن كعادة جريد، التي تتناول المواضيع من زوايا مختلفة، سوف نتحدث اليوم عن لماذا تتحول بعض الصداقات إلى عداوات؟
انتشر بين المراهقات في أمريكا، مصطلح فرينيمي، وهي كلمة منحوتة من كلمتين: صديقة وعدوة بالانجليزية، تصف العلاقات المضطربة بين المراهقات، إذ أن العلاقة تتحول بسهولة من صديقة إلى عدوة. لكن هذا ليس خاصًا بأمريكا، فمعظمنا لديه صداقات تحول مع الزمن إلى عداوات.
في كتابه العادات السبع، يذكر ستيفن كوفي، أن لكل شخص نقابله في حياتنا، حساب عاطفي، فإذا قدم لنا معروفًا، يزيد رصيده، بينما إذا أخطأ علينا ينقص، ويحدث كثيرًا أن صديقًا يكرر الإساءات لك، حتى لو كانت إساءات يسيرة، مثلاً: رد جاف، تكاسل في مباركة على إنجاز، دون أن يقدم أي تصرف إيجابي، فينقص رصيده تدريجيًا حتى يصل إلى الإفلاس، ثم يحدث موقف سلبي صغير، ويفجر العلاقة!
قد لا تتحول الصداقة إلى عداوة، لكنها تضعف كثيرًا، وتتحول إلى علاقة باهتة، بلا طعم أو لون. وهذه بعض الأسباب:
تتغير اهتماماتنا من مرحلة عمرية إلى أخرى، ومع الوقت تصبح الاهتمامات المشتركة أقل، وبالتالي يصبح التواصل أقل من حيث الكم والنوع.
عند نقطة معينة قد يشعر الصديق أنه لا يريد تحمّل المزيد من أعباء الصداقة ويشعر أنه منح العلاقة ما يكفي من الوقت والجهد لإبقائها وانجاحها، فيلجأ إلى الاختفاء التدريجي أو المفاجئ وإنهاء علاقة الصداقة.
لعل أخطر ما في الصداقة، كون الصديق يعرف أسرار الشخص، أياً كان نوع الأسرار! اليوم تأخذ راحتك معه، وتفتح الصندوق الأسود، وبكره ما تقدر تنام الليل، خايف أنه يفضح بك في جميع وسائل التواصل، لذلك فالأفضل عند حدوث خلافات، الانسحاب من العلاقة تدريجياً بدلاً من العداوة المباشرة.
لا يوجد شيء مضمون في هذه الحياة، وتكوين الصداقات نوع من الاستثمار النفسي والاجتماعي، قد نخسر القليل منها، لكننا قطعًا سوف نكسب الكثير.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
