
التاريخ : 2025-08-11

مدة القراءة : 2 دقائق
إحدى المعضلات الأخلاقية في بيئات العمل، إنك لازم تعمل ضمن فريق، لكن في نفس الوقت، تقييمك يكون بصفتك فردًا، فتكون تحت ضغطين: الأول يدفعك نحو التعاون (حنا فريق واحد) والآخر يشدك نحو المصلحة الشخصية (الحصول على أحسن تقييم) فكيف توازن بينهما؟
وجدت بعض الدراسات، أن الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين ١٤-١٨ شهرًا، يساعدون الآخرين للوصول إلى أشياء لا يستطيعون الوصول إليها، حتى دون مكافآت، وهذا يعكس أن الإنسان في الأصل (من دون أي ضغوط) يتجه طواعية نحو مساعدة الآخرين، أياً كانوا، وما يمنعه من ذلك، إلا وجود سبب.
كلنا إذا ركبنا الطيارة، نسمع إجراءات السلامة في حال حدوث طوارئ، ولو تذكرون إن أول التعليمات هي: ارتداء سترة النجاة، فأنت لا تستطيع مساعدة الآخرين، قبل أن تساعد نفسك! فلابد أن تبني نفسك: ذهنيًا ماليًا، نفسيًا، من أجل أن تكون قادرًا على مد يد العون.
عند الحديث عن السعي نحو تحقيق أهداف شخصية، يبرز عندنا مصطلح الفردانية وهي" شعور الشخص بالاستقلالية عن الآخرين، بدلاً من الاعتماد على مجموعات محددة في تحقيق ما يريد" وهذا يجعل تصور وتجسيد مفاهيم مثل:(الأنانية – التعاون- الاهتمام بالمصلحة الشخصية - الإيثار)، متفاوتة من مجتمع إلى آخر، فالذي يُعتبر في مجتمع تصرف أناني، قد يعتبر في مجتمع آخر، تصرفًا منطقيًا تمليه المصلحة، وهنا يأتي دور الذكاء الاجتماعي في اختيار التصرف الذي لا يسبب لك حرج اجتماعي، و أيضًا يكون في مصلحتك.
صحيح أن مساعدة الآخرين خصلة حميدة، وهو سلوك مثمن اجتماعيًا ودينيًا، بس لابد إنك تكون واقعي، فمد يد العون درجات، ومن الغلط إنك تحط نفس في مستوى صحابي مثلاً! لأنك كذا تضع نفسك تحت ضغط عصبي كبير، فوق احتمالك، فخلك متعاون في المدى النفسي اللي تقدر تتقبله.
من التصورات المغلوطة، أن التنافس سواء كان في بيئات العمل، أو حتى في الفضاء العام، يؤدي إلى الأنانية، وانهيار الفريق، لكن الواقع يقول أن التنافس يطور مفهوم التعاون، ويخليه تعاون احترفي، بدلاً من كونه مجرد تعاون ساذج، وحنا نلاحظ أن بيئات العمل، اللي ما فيها أي تنافسية بين الموظفين، يكون مستوى العمل لديها أقل جودة، من البيئات اللي فيها تنافسية.
لا يوجد قاعدة تستطيع أن تضبط العلاقة بين مساعدتك للآخرين وتحقيق أهدافك، راح تشوف نفسك مرات تميل لجانب دون الثاني، لذلك مهم يكون عندك وعي بهذه الإشكالية، حتى تعيد التوازن.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
