
التاريخ : 2025-05-20

مدة القراءة : 2 دقائق
من السوبرماركت إلى التطبيقات والأجهزة الذكية الأخرى، باتت عملية الدفع جزءاً غير مرئياً من حياتنا. لا أحد يُحصي عدد مرات الدفع يومياً، لأنها ببساطة أصبحت جزءًا تلقائياً من روتين الحياة. لكن هذه التلقائية لم تأتِ من فراغ. فوعي المستهلك تطوّر، وتوقعاته أيضاً: حيث يريد تجربة دفع سريعة، بلا تعقيد، تحمي بياناته، وتشعره بأنه المتحكم في كل خطوة. لا يهم إن كانت التجربة رقمية أو واقعية، المهم أن تكون ذكية، متّسقة، وآمنة.
الذكاء الاصطناعي مكّننا من تجربة أكثر تخصيصاً وسلاسة، وتوقّع ما نريده قبل أن نطلبه. لكنه فتح في المقابل أبواباً جديدة أمام المحتالين. من التزييف العميق إلى رسائل التصيّد المصممة باحتراف، ومن سرقة بيانات الدفع إلى اختراقات تستغل أبسط الثغرات — حيث باتت الهجمات أكثر خداعًا مما يجعل المستهلك يتردد، والتاجر يدفع الثمن. في هذا المشهد، لم تعد الحماية مجرد طبقة أمنية، بل أصبحت عنصراً جوهرياً في تصميم تجربة الدفع نفسها.
يتوقع المستهلك مستوى موحد من السرعة، والأمان، والتخصيص في كل مكان. وهذا ما يُطلق عليه "الاندماج": حيث تلتقي التكنولوجيا مع السلوك اليوم: من المصادقة بالبصمة أو التعرف على الوجه، إلى توحيد الهوية الرقمية عبر المنصات، ومن تحليل السلوك الآني إلى الدفع من خلال أجهزة متعددة — كلها تندمج لتشكّل تجربة واحدة، سلسة، لا يشعر فيها المستخدم بعبء "الإجراء"، بل براحة "الثقة".
من أبرز النماذج التي تجسّد هذا التحول: Visa Click to Pay ورغم أنه ليس جديداً كلياً (أُطلق عام ٢٠١٩م)، إلا أن نسخته في ٢٠٢٥م تقدّم قفزة نوعية. فاليوم، يتيح النظام تسجيل الدخول عبر (passkeys) سواء بالبصمة أو التعرف على الوجه، ويستخدم الذكاء الاصطناعي لرصد الاحتيال فوراً، معتمداً على نماذج سلوكية وتحليل لحظي للمعاملات. كما توسع استخدامه بين المتاجر الإلكترونية، مما جعله أكثر فاعلية في تقليل تخلّي العملاء عن سلال الشراء، وتحويل نية الشراء إلى إجراء. ببساطة، التجربة لم تعد تتطلب إدخال بطاقات أو كلمات مرور. لمسة واحدة تكفي.
مستقبل الدفع لا يتعلق فقط بالتقنيات، بل بشعور المستهلك بأنه في مأمن، وشعور التاجر أن العملية ستحصل دون تعطيل. الذكاء الاصطناعي لا يقدم حلولاً فقط، بل يعيد تصميم التجربة والثقة من جديد.
*جريد تقول: النسخة الأذكى ما تضيف ميزة، تمحي خطوة.** **
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
