التاريخ : 2025-04-06
مدة القراءة : 2 دقائق
تخيل تطور تطبيق وأرباحه تتجاوز ١٠٠٠٠ دولار في الشهر، بينما غالبية منافسيك يقيمون الأعياد لو وصلت أرباحهم ١٠٠٠ دولار!
قبل عدة سنوات، كان تصميم التطبيقات يُعد مهارة ذهبية. من يتقنها، يُقال عنه “ما ينخاف عليه”. وكان بعض المطورين يسيرون بثقة، محاطين بنظرات الإعجاب وربما القليل من الغيرة، فالسوق كان مفتوحًا، والفرص واعدة، والأرباح مغرية. والمتخصصون "ينعدون عالأصابع"!
لكن مع مرور الوقت وازدياد عدد التطبيقات، أصبحت المنافسة شرسة، ولم يعد تحقيق الأرباح أمرًا مضمونًا. اليوم، يواجه المطوّرون تحديًا جديدًا: كيف يقنعون المستخدم بالدفع؟ وكيف يحافظون عليه كمشترك دائم؟
تشير الإحصائيات إلى أن ٢٠٪ فقط من التطبيقات تحقق إيرادات تتجاوز ١٠٠٠ دولار شهريًا، في حين أن ٥٪ فقط تصل إلى ١٠ الآف دولار. أما البقية؟ "يلعبون بالسطح"
٨٠٪ من التجارب المجانية تتم في اليوم الأول فقط. بعدها يفقد المستخدم الحماس، ويشعر بأن "شبع" من التطبيق، ويزهد في استخدامه، فضلًا عن الاشتراك فيه.
الاشتراكات السنوية ذات التكلفة المنخفضة تحتفظ بـ ٣٦٪ من المستخدمين بعد عام.
٣٠٪ من المشتركين يلغون اشتراكهم خلال أول شهر، بعد أن يكتشفوا أن حاجتهم للتطبيق لم تكن ملحّة كما ظنّوا، أو أن القيمة المقدمة لم تكن مقنعة. وهي ظاهرة يطلق عليها (اجهاد الاشتراك)، ولعل هذا ما يبرر أن التطبيقات التي تشترط الدفع قبل الاستخدام غالبًا تحقق أداءً أفضل.
مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، جاءت أدوات مثل DALL·E من شات جي بي تي لتُحدث زلزالًا حقيقيًا في عالم التصميم. لم يعد التصميم بحاجة لمصمم، ولا رسام، ولا فريق عمل يجلس على طاولة مع العميل لينفذ طلباته، ولا برامج باهظة الثمن! كل ما تحتاجه هو كتابة توقعاتك، لنسخة مجانية، ويوصلك التصميم بثواني! وكذا تشبع الرغبة العابرة، بفن عابر.. ويا دار ما دخلك شر!
ليسوا أطفال غيبلي وحدهم، بل حتى مصممي المنتجات الرقمية، ارتقوا بجودة مخرجاتهم بقيمة لا تكاد تذكر، دون استثمار مزيد من المال، ولا توظيف مختصين أكثر، ولا وقت أطول! وتحققت المعادلة الصعبة: جودة أعلى بتكاليف أقل.
من الواضح أن السوق لم يعد يحتمل تطبيقات مكرّرة أو تجارب سطحية. المستخدم اليوم يبحث عن قيمة حقيقية وابتكار ملموس. في ظل الإرهاق من كثرة الاشتراكات، تبرز أهمية تقديم تجربة فريدة تبرر الدفع والاستمرار.
يبقى السؤال: كيف يمكن للمطورين مواكبة هذا التحدي، وتحقيق الاستدامة والربحية وسط هذا الزخم؟
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.