التاريخ : 2024-10-20
مدة القراءة : 2 دقائق
"الاستدامة"، كلمة تشعر بفخامتها وأهميتها قبل وبعد قراءتها؛ فالاستدامة هي "تلبية حاجات الحاضر دون المساس بقدرات الأجيال المستقبلية؛ لذلك يتجه عالم البناء والتصميم إلى استخدام المواد المستدامة، ومن بين هذه المواد يأتي الخشب كأحد الخيارات المهمة، وتحديدًا تقنية الخشب الضخم.
الخشب الضخم، أو "Mass Timber"، هو تقنية جديدة تستخدم قطع الخشب العادية وتجمعها بطرق مبتكرة لتكوين عوارض وألواح قوية، وأقرب مثال على جمالية هذه التقنية هو مبنى أسنت MKE في ميلووكي، الذي يعد أطول مبنى خشبي في العالم بارتفاع ٢٥ طابقًا، ويتمتع بالقوة ومقاومة الحريق، كما أنه ينتج انبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنةً بالمواد الأخرى؛ الأمر الذي يجعله بديلاً جيدًا للفولاذ والخرسانة.
في عام ٢٠٢٢م تم بناء ٨٤ ناطحة سحاب على مستوى العالم باستخدام الخشب الضخم، وفي سبتمبر من هذا العام، كان هناك أكثر من ٢٢٠٠ مبنى استخدم تقنية الخشم الضخم، وهي ما بين مبنى مكتمل أو مبنى قيد الإنشاء في الولايات المتحدة وحدها.
ومن المؤكد أن هذا العدد سيستمر في الارتفاع، وهذا قد يشكّل خطرًا من نواحي مختلفة؛ فالطلب المتزايد على الخشب الضخم يعني قطع المزيد من الأشجار، وتاريخياً "اللي يروح ما يرجع"، فالبشر لديهم تاريخ سيء في إعادة زراعة الأشجار، بالإضافة إلى أن الخبراء غير متأكدين من تأثير الانبعاثات طويلة الأجل من ثاني أكسيد الكربون.
الحل يكمن في الهدف، فهل الهدف من ناطحات السحاب الخشبية هو "الهياط" وإبهار الآخرين فقط؟ قبل أخذ القرار في بناء ناطحات سحاب خشبية من عدمه، من المهم التفكير في التوازن البيئي، فجمالية المباني لا ينبغي أن تكون على حساب الطبيعة، والتركيز على المستقبل لا يجب أن يلغي أهمية الحاضر.