التاريخ : 2024-09-15
مدة القراءة : 2 دقائق
من بعد التخرج، والدخول الرسمي لحياة الكبار، يتحول التعليم لخيار شخصي، فلن تطاردك مواعيد التسليم، ولا أعضاء هيئة التدريس، و هنا تكمن الخطورة، إذ من السهل أن تفقد شغفك بالتعلم، فكيف تحافظ على الطالب النبيه داخلك؟
في مراحل نمو دماغنا البشري، تعلمنا أن البقاء ضمن مجموعة يزيد فرصنا بالنجاة من أنياب المفترسات، فربما تكون عقولنا غافلة، حتى إذا صاح قائد المجموعة احذروا العدو.. انتبهت! وهذه استراتيجية التعلم الغريزي.
التعلم الغريزي يشير لقوة التعلم ضمن مجموعة، فلو اقتنيت كل الكتب وسجلت في دورات الدنيا، لكنك تتعلمها من وسط منزلك أو في مكتبك، لن تكون النتيجة بالجودة المطلوبة، فقدراتك العقلية لن تتحقق بالكامل حتى تتعلم وسط مجموعة. فحين تتعلم مع الآخرين ينتبه عقلك أكثر، وتبدأ المقارنة الفطرية بالاشتعال، فيقل سرحانك وشرودك لأنك لن تقبل بكونك الأكسل وسط بقية المتعلمين، وشعورك بالتنافسية سيتقد، ويزيد شعورك بالانبهار، ويسهل تكوين الروابط، فلو علق أحدهم تعليقًا مضحكًا وبقي في ذهنك، ستزيد فرص تذكرك للمعلومات التي ترافقت مع هذا الموقف.
لو كنت قائدًا، وتود تشجيع موظفيك على التعلم الجماعي، فبدلًا من توصيتهم بدورة ما عليهم الانتهاء منها قبل وقت محدد، جرب التالي:
التعليم الجماعي: لو كانت الدورة مباشرة فسيكون من الأفضل تقديمها حضوريًا.
التعليم التقني: لو كانت الدورة تقدم عن بعد، فاحرص على تشجيع المتعلمين على تشغيل كاميراتهم، فإغلاق الكاميرات يفصلهم عن بعضهم البعض ويسهل عليهم التقاعس والسرحان.
النقاشات الدورية: بغض النظر عن طريقة تقديم الدورة، حدد اجتماعات أسبوعية، يلتزم المتعلمون فيها بلقاء بعضهم البعض والتحدث عما تعلموه، فهكذا تقلل نسب التأجيل، وتشجع التنافس المحمود بينهم.
مع كل التقدم في المجال التقني وتعقد بنية المجتمعات، مازلنا عند التعلم مثل الإنسان ما قبل التاريخ، يفضل التعلم ضمن مجموعة يحتك بها.