التاريخ : 2024-08-08
مدة القراءة : 2 دقائق
العلاقة بين المال والسعادة من أكثر المواضيع التي "انهرت" نقاشًا على مر الأزمان، يأتيك حزب (المال هو كل شيء) ويقسمون لك أن الفقراء ينالون من عذابات ومآسي الحياة ما لا يعرفه الأغنياء، ويرد عليهم حزب الإيجابية بصورة غني بمرض عضال وفقير ضاحك.. وبين هذا وذاك من نصدق؟
اللا إجابة! العلاقة بين المال والسعادة معقدة ومتداخلة إلى درجة أن الباحثين أنفسهم عجزوا عن البت فيها، ولكن حسب أبحاث جون جاشيموفيتش، أستاذ إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، فإن الإجابة تكمن في الوسط بالضبط.
المال ليس سببًا كافيًا للسعادة، ولكن غيابه يؤثر بشكل واضح على سعادتنا! يسهل المال علينا التعامل مع تحديات الحياة، فلو كنت ميسور الحال إلى درجة أنك تستطيع الخروج عن نمط حياتك بعفوية "بدون ما تشيل هم الفلوس" فمستوى سعادتك في العلالي؛ أيضا لو تأخرت في العمل، بإمكانك شراء طعام جاهز، لو احتجت لدفع تكاليف علاج مفاجئة، ستتمكن من تحملها .. إلى آخره.
في الحقيقة لا خلاف على أن المال لا يشتري السعادة، لكنه يخفف التعاسة، وبعد أن تطمئن لوضعك المادي وتصبح الأخطار "مقدور عليها" يفقد المال معناه! ففي دراسة أجراها دانييل كاهنمان وأنجوس ديتون، فإن السعادة تزداد مع ازدياد الدخل حتى تصل لمعدل ٧٥ ألف دولار - بالنسبة للمجتمع الأمريكي- وبعد ذلك لم تعد زيادة المال تؤثر في مستوى السعادة.
للأسف قدرة البشر على ايصال مشاعرهم مضروبة أحيانًا، لكن في الدراسة السابقة، قيس تأثير المال عن طريق دراسة أفكار المشاركين ومشاعرهم. وليس عن طريق وجهات نظرهم الواعية؛ لأنه ببساطة يمكن أن يخبرك أحدهم بأن المال جعله أسعد رجال الأرض لكن أفكاره ترثع به يمنة ويسرة.
ممارسات مجانيةً، مثل الحمد والتفكر بالنعم، و التأمل لها تأثير أكبر في الشعور بالسعادة من زيادة الدخل!