التاريخ : 2024-07-22
مدة القراءة : 2 دقائق
"ترانا جيناكم من طرف فلان، وترانا زباينكم"، مثل هذه العبارات قد تندثر قريبا مع دخول الذكاء الاصطناعي في تفاصيل حياتنا اليومية؛ فالمكاسرة التي نتوارثها ونجد فيها متعة التفاوض تحولت إلى نسخة رقمية، فأنت الآن تستطيع أن "تكاسر" التشات بوت على سعر السلعة، وبالطبع لا يمكنك أن تقول له: "سألت في البوت اللي جنبكم ، وأعاطني سعر أرخص"
بعد أن كانت المفاوضات والمكاسرة وجها لوجه؛ تحولت إلى وجه وشاشة! أنت الآن تنظر إلى أسفل الشاشة على اليمين، تضغط على البوت، يرحب بك، تبدأ جولة المفاوضات الرتيبة بينكما، مفاوضات آلية لا روح فيها، لا تستطيع أن تصافح البوت بحرارة كما تصافح البائع في السوق أملا في تكسير السعر. إحدى شركات المراتب البريطانية - nectar - "اشترت دماغها وتوسعت في مفهوم "الراحة" ليشمل العميل والبائع معا؛ فمن خلال موقعها الإلكتروني طورت "تشات بوت" من شركة "Nibble" - التي تأسست في عام 2020 - يقوم بالمفاوضات لبيع السلعة للعميل بحيث يمزج بين التفاوض التقليدي - نوعا ما - والذكاء الاصطناعي للوصول إلى اتفاقات مرضية للطرفين.
جيمي إيتدغي مؤسس شركة "نيبل" التي باعت تقنيتها لأكثر من 200 بائعا في قطاع المجوهرات والأثاث وقطع غيار السيارات، ذكر في لقائه مع مجلة Fortune ردا على بعض من حاول خداع "نيبل" ومكاسرته للحصول على أقل سعر: "لم ينجح أحد". إن الثقة العالية التي يتحدث بها مؤسس الشركة تعطيك تصوراً عن الدقة العالية التي يتميز بها "نيبل" والتي تفادى فيها الأخطاء السابقة التي وقعت بها بعض أنظمة الردود الآلية الشبيهة به.
يرى مؤسسو "نيبل" أن فكرة المكاسرة عبر الذكاء الاصطناعي من شأنها أن تخدم البائع والعميل معا، فبدلا من الدخول في فوضى العروض والتخفيضات، ورفع الصوت على البائع "كم آخر.. آخر كم"؛ تستطيع الشركات من خلال "نيبل" تقديم عروض مخصصة لكل عميل حسب احتياجه، على أن تكون هذه العروض على شكل مكاسرة تجعل العميل أكثر راحة في التفاوض.