التاريخ : 2024-05-19
مدة القراءة : 2 دقائق
رغم كل المخاوف حول احتكار الوظائف البشرية من الذكاء الاصطناعي، إلا أن الواقع الحالي يلفت نظرنا لمشكلة أكثر عمقًا، وهي أن الموظفين يبادرون بإدخال الذكاء الاصطناعي في وظائفهم ويعتمدون عليه حتى لو كان مدرائهم ضده!
صحيح أن الموظفين "شايلين هم" استبدالهم بالذكاء الاصطناعي نظريًا، ولكن نار الواقع والاحتراق الوظيفي الذي يتلقفهم من كل جهة دفعهم إلى الهروب للمسكنات اللحظية والاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتسهيل مهامهم اليومية، حتى لو لم يعلم مدرائهم بذلك، وحتى لو لم تقدم لهم الشركة تدريبًا على استخدامه، وفي معظم الحالات يدفع الموظفون لأنفسهم اشتراكًا لأدوات ذكاء اصطناعي "تنجز شغلهم" بدلًا عنهم!
أجريت دراسة على ٣١ ألف موظف من ٣١ دولة مختلفة، وأشارت النتائج بوضوح للتالي: - ٤٦٪ من الموظفين يأملون أن تتاح لهم فرصة الاستقالة من وظائفهم قبل نهاية السنة، لكنهم واثقين من أن إتقانهم لأدوات الذكاء الاصطناعي ستمنحهم عروضًا وظيفية أفضل. - ٧٥٪ من العاملين في وظائف مكتبية يعتمدون على الذكاء الاصطناعي. - ٧٠٪ من الموظفين محترقون وظيفيًا. - ٤٠٪ من الموظفين المستخدمين للذكاء الاصطناعي استخدموه بناء على خطة تحولية من شركاتهم، مما يعني أنهم تلقوا تدريبًا وتشجيعًا عليه، أما البقية فقد اجتهدوا بإدخال الذكاء الاصطناعي بمؤسساتهم "بالدّس".
المهام اليومية التي لا تتطلب أي قدر من العبقرية ولا اللمسات الفردية تسرق الجزء الأكبر من وقت الموظفين، فتجد موظفًا يقضي ساعات لتعديل صياغة الإيميلات ومحاولة ترتيب شكل البرزنتيشن بدلًا من التركيز على محتواه، وكل هذا يضرب بلب نموه المهني، لأنه ببساطة لا يمتلك فائضًا من الوقت لتطوير نفسه، على عكس الموظفين الذين يستخدمون أدوات ذكاء اصطناعي تختصر عليهم الوقت، فالدراسة تشير لأنهم يوفرون على الأقل ٣٠ دقيقة يوميًا على أنفسهم، ومن هنا "حست مايكروسوفت على دمها" وبدأت بتطوير أدواتها لتحسين الكتابة والإكمال التلقائي وتذكيرات لمواعيد الاجتماعات ونصائح للاستعداد لها.
لا مهرب من الواقع، فالذكاء الاصطناعي "جاي جاي" على يد الشركات أم على يد الموظفين، وفي الانتقالات الحالية بين الوظائف اعترف صناع القرار بأنهم يميلون لتوظيف المعتادين على استخدام هذه الأدوات من باب الحيطة للمستقبل.