التاريخ : 2023-11-13
مدة القراءة : 2 دقائق
ذات البقعة الجغرافية التي صدرت للتاريخ قصة "مطاردة الساحرات" تحديدًا مدينة "سالم "بولاية ماساشوستس، أصبحت عاصمة العرّافين والمنجمين، في إشارة واضحة لحقيقة: "الدنيا دوّارة" فما إن تطأها قدماك، حتى تتفاجأ بعشرات متاجر السحر، والسيّاح المتجولين بالقبعات المثلثة وكأنها الزي الرسمي للمدينة، إلى جانب تمثال نجمة فيلم Bewitched والصور التذكارية، وطاولات التاروت الاستشارية.
حسب ما يظهر، لم تقض المادية على الروحانيات، فمازلت شرائح متنوعة، تؤمن بالتنجيم والعرافة ، السحر، كسبيل لتخدير فزعها ضد المستقبل، ومحاولة الإيمان بوجود أمل، وما يشير لذلك:
لعل جولييت دياز من أشهر ساحرات العصر، والتي شقت طريقها للحرية المالية عن طريق "بيع الكلام" فقد جمعت أكثر من ٥٠٠ ألف دولار في عام ٢٠١٨ فقط عن طريق إقامة ورش العمل بالإضافة لأرباح بيع كتابها Witchery: Embrace the Witch Inside.
بالرغم من منع Etsy في عام ٢٠١٥ بيع التعويذات، حيث اشترط على البائعين إيصال منتج ملموس لعملائهم وتوضيح بأنها ليست معدات سحر فعلية بل مجرد ألعاب ترفيهية؛ لكن بؤس البشرية يتعامى عن هذه الملاحظات، ويصر على الإيمان بفاعلية قطع الحبال الأثيرية لحل التعلق المرضي، أو تنظيف الشاكرات في سبيل النوم العميق؛ وعلى الضفة الأخرى نجد المموسين بحب الحياة لدرجة شرائهم لمنتج "طقوس الخلود" مقابل ١٨٠٠ دولار.
لعل الشغف بغير الماديات، بأنواعها المختلفة، تعبير عن الملل من النظرة الميكانيكية للحياة، المنتشرة بيننا.