التاريخ : 2023-10-15
مدة القراءة : 2 دقائق
لم يعد سكان باريس يهتمون بالجرذان المنتشرة في الشوارع، ولا النفايات المتراكمة في الزوايا، ولا يأبهون بتزايد عدد السياح، فهاجسهم الأكبر في الأسابيع الماضية هو غزو قمل الفراش لأرجاء المدينة ابتداءً من السينما ومرورًا بالمترو ووصولًا للمدارس. فارتفعت الأصوات لمكافحة الآفة، فأُغلقت سبع مدارس لتطهيرها، واستعانت قناة فرنسية بكلب على الهواء مباشرة للتأكد من سلامة الاستديو.
تُنادي المطالبات المحلية بحل الأزمة في أقرب وقت، حيث أن العاصمة الفرنسية تستضيف حاليًا نهاية كأس العالم للرغبي بعد توديعها لأسبوع باريس للموضة، وفي شهر يوليو ستستضيف الأولمبياد الصيفية، وقد تؤثر هذه الحشرات سلبًا على تجربة الزوّار. وفي الوقت الذي انتشرت فيه المخاوف الدولية بعد وصول أخبار غير مؤكدة تُفيد بأن قمل الفراش شق طريقه إلى لندن، إلا أن بعض الخبراء متشككين حول تسمية هذه الحادثة بالأزمة أصلًا ويُطالبون العالم بالهدوء لأن حجم المشكلة غير واضح حتى الآن.
من المحتمل أن فرنسا تُعاني فعلًا من وباء قمل الفراش، فهذه المخلوقات عاودت الظهور بعد أن قُضي عليها في خمسينيات القرن الماضي باستعمال المبيدات الحشرية الكيميائية، إلا أنها أعتادت على المبيدات وأصبحت تقاومها، كما ساهم السفر الدولي من سرعة انتشارها. في المقابل، يؤكد العاملون في مجال إبادة الحشرات بفرنسا على أن الجمهور يُبالغ في ردة فعله: - فمبتكر موقع مكافحة الحشرات badbugs.fr صرّح لبي بي سي بأن ٧٥% من الاستفسارات التي تتلقاها شركته عن قمل الفراش هي استفسارات خاطئة. - وأوضح رومان مورزاديرك، أحد خبراء مكافحة الحشرات في نورماندي، بأنه في ٩٩% من الحالات يخلط الناس بين الحشرات السوداء العادية والقمل. - كما أكدَّ وزير النقل الفرنسي كليمان بون بأنه ملتزم بمكافحة الآفات في المترو، ولكنه كرر بأنه لم يتم تأكيد وجودها في المقصورات إلا يوم الجمعة الماضية.
يقول جيروم جودارد، عالم الحشرات بجامعة ميسيسيبي، بأنه حتى لو غزت هذه الحشرات المدينة إلا أنها لا تُسبب تهديدًا صحيًا كبيرًا، فالحشرات عادة لا تنقل الأمراض، و٥٠٪ من البشر لا يمتلكون ردات فعل تجاه اللدغات التي تُعد نادرة، وينحصر ضررها على أنها مصدرًا للإزعاج وتُسبب أذى نفسي.