التاريخ : 2023-05-28
مدة القراءة : 2 دقائق
لفتت كرة القدم السعودية أنظار العالم نحوها بعد حدثين مهمّين، الأول هو فوز المنتخب على الأرجنتين بطل العالم، وثانيهما هو انتقال كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر بعقد يُتوقع أنه تجاوز ٢٠٠ مليون دولار.
ومع قُرب انتهاء الموسم الأول لكريستيانو في الدوري السعودي، صرّح اللاعب البرتغالي لقناة SSC قائلًا "أعتقد أن هذا الدوري سيُصبح من ضمن أفضل خمس دوريات في العالم، وهم يحتاجون فقط للوقت واللاعبين والبنى التحتية"، وأضاف "عدا ذلك أؤمن أن هذه البلاد بشعبها الرائع تمتلك فرصة قوية ليُصبح دوريها عظيمًا من وجهة نظري".
تأتي تصريحات رونالدو مؤكدة طموح المملكة لرفع مستوى كرة القدم المحليّة وذلك بالفوز بلمف استضافة كأس العالم ٢٠٣٠م، وباستقطاب أسماء لامعة للاعبين كبار أشهرهم لينول ميسي وسيرجيو راموس ولوكا مودريتش.
في ٢٠١٦م، قررت الحكومة الصينية أن ترفع من مستوى كرة القدم فأنفقت ما يقارب ٣٣٦ مليون دولار للتوقيع مع لاعبين كبار منهم أوسكار لاعب الوسط البرازيلي، وإقناع أليكس تيكسيرا للانضمام لصفوف نادي جيانغسو سونينج الصيني عوضًا عن ليفيربول الإنجليزي. وأُخذت قنوات Sky Sports بهذه الضجة فأبرمت إتفاقًا لتغطية الدوري الصيني لثلاثة مواسم.
وبمجرد انتهاء المواسم الثلاث، انهار نادي جيانغسو سونينج الذي لم يستطع دفع رواتب اللاعبين، فأعلن في ٢٠٢١م عن إنهاء عملياته. كما عجزت بقية الأندية عن سداد الرواتب العالية، وأُثقلت الشركات التي استثمرت في كرة القدم الصينية بالديون.
صرّح مصدر مقرّب من الدوري السعودي للمحترفين لمجلة ذا تايمز البريطانية، بأن الكرة السعودية مختلفة عن الصينية والدوري الأمريكي، فهي لم تبدأ من الصفر بل لديها تاريخ عريق. فنادي الإتحاد الذي يُعد أقدم نادي سعودي قد تأسس عام ١٩٢٧م، كما ظهر الصقور الخضر أربع مرات في آخر ستّ نسخ من كأس العالم.
إلى جانب ذلك، فحُب كرة القدم يجري في دماء السعوديين، وشهد العالم على هذا الشغف في كأس العالم ٢٠٢٢م بقطر. وتمتلك رياضة كرة القدم في المملكة هيكلة قوية وأنظمة وتشريعات واضحة، فعندما أُثقلت الأندية السعودية في ٢٠١٨م بالديون تدخلت الحكومة لتسديدها.
يقول سايمون تشادويك، أستاذ الرياضة في كلية سكيما للأعمال: "يمتلك الحلم السعودي جوهرًا، فهو لم يُرسم على الرمال. وأعتقد بأن المملكة أدركت أنها لم تبذل كل ما تملكه بعد في مجال كرة القدم. ويُعد توقيع رونالدو بمثابة إرث سيسهم في تطوير المستقبل المتوسط والبعيد".