التاريخ : 2020-12-16
مدة القراءة : 2 دقائق
هل أحسست في يوم أنك تنجز بصمت، لكنّ غيرك ممن يتحدثون ولا يعملون يحصلون على ترقيات؟
واقعياً هناك الكثير مما يدل على أنه يصعب على البشر تحديد أسباب الأداء الحقيقية، وخاصة عند وجود عوامل كثيرة تؤثر على الأداء (مبيعات التسويق العالية قد يكون سببها موظف جيد، وقد تكون بسبب ارتفاع في السوق ككل، أو حملات إعلانية قديمة آتت ثمارها اليوم). لذا فمن الطبيعي أن المدراء يستخدمون مؤشرات أخرى لتقييم الأداء، ومن أهمها الثقة بالنفس.
هناك تجارب في علم النفس تؤيد هذه النتائج. مختصر التجربة أنه عند سؤال أشخاص عن توقع أدائهم في مهمة ما، فمن يبدون ثقة في توقعات أدائهم يحصلون على تقييم أفضل فيما بعد. أما من يتواضع في توقعاته، فعادةً ما يتم تقييمه بصورة سيئة.
ما سبب أننا نرى الواثقين بأنهم أفضل من غيرهم، حتى إن أثبت أداؤهم العكس؟ أحد التفاسير هو ظاهرة الانحياز التأكيدي: أننا بفطرتنا نصدّق ما يقال. ثم نزيد تأكيد ما صدّقناه سابقاً باختيار المعلومات التي تؤيده فيما بعد. بالعربي: إذا ظهرت واثقاً، فمعظم الناس يتكوّن لديهم انطباع جيّد عن قدرتك، وعند التنفيذ يتجاهلون المعلومات غير الواضحة ويكونوا أكثر تنبّهاً للمعلومات التي تؤيّد انطباعهم الأول.
المختصر: لا بد أن تستخدم طرقاً إضافية (غير نتائج عملك) لإقناع الآخرين بكفاءتك. وأحد أهم هذه الطرق هي: "إظهار الثقة". التواضع في جو العمل قد يضرك (أو على الأقل لن يفيدك) في التطوّر الوظيفي. الناس قد يحكموا على تواضعك بأنك فعلاً أقل كفاءةً من غيرك، أو أنها طريقة احتياطية لك لتبرر فشلك في المستقبل.
كيفية التطبيق: ليست الفكرة أن "تهايط" بادعاء الثقة في أشياء لا تتقنها، لكن عوّد نفسك على قول أنّك تحب وتجيد عملك، ولا تنتقص من قدراتك. قد لا يكون هذا سهلاً على الجميع. ولكن ابدأ بخطوةٍ أولى: ما الذي تتقنه فعلاً؟ ماهي أكبر إنجازاتك؟ ركّز على هذه.
المثل يقول "مادح نفسه كذاب"، لكن التجارب العلمية تقول، الناس في الأغلب "يصدّقوا اللي يمدح نفسه".