اشتراك في نادي؟ تم، اشتراك في تطبيق توصيل؟ تم، اشتراك في جلسات علاج نفسي؟ تم. لا... هذا ليس حاتم الطائي ولا المارد الأزرق.. هذا واقعنا الحالي، أصبحت الاشتراكات أمرًا يسيرًا في أي خدمة تخطر على البال يفصلك بينك وبينها ضغطة زر. 

لكن.. طلبته عون وصار لك فرعون..

كيف؟ لتلغي اشتراك واحد، عليك أن تقرأ دعاء السفر، لأنك ستمرّ بمراحل متعددة، خذّ ورقة وقلم وسجّل معي:

- تبدأ بالبحث عن آلية الإلغاء، ثم الاتصال بخدمة العملاء، ثم تجاوز العروض الإعلانية التي تهدف إلى الإمساك بك من الفرار، وأخيرًا الحمدلله على سلامتك، ألغيت اشتراكك بنجاح، هذا إن نجحت بتجاوز ما سبق من عقبات.

الاشتباكات في الاشتراكات

يفرض نموذج الأعمال القائم على الاشتراكات تحديات هائلة على العملاء، الذين غالبًا ما يجدون أنفسهم يدفعون مقابل اشتراكات لا يستخدمونها، لأننا غالبًا ننسى الإلغاء أو لا نتمكن من تجنب المتاعب المرافقة له.

**الأرقام تقول: قطع الأعناق ولا قطع الاشتراكات **

• أظهرت دراسة أن التعقيدات التي تضيفها الشركات لعملية الإلغاء يمكن أن ترفع إيراداتها بنسبة تتراوح بين ١٤٪؜ إلى أكثر من ٢٠٠٪؜.

• أُجريت دراسة بجامعة ستانفورد، حاول فيها الباحثون إلغاء الاشتراك في ٤٧ صحيفة في نفس الوقت. اكتشفوا أن ٢٦ منها تتطلب إلغاء عبر الهاتف في مكالمة تجاوزت الـ ١٠ دقائق، وأُجبروا في ١٦ صحيفة على الإجابة عن استطلاعات رأي "تسليكية" لتأخير العملية.

بطل الإنقاذ يُطالب عن الجميع

اقترحت لجنة التجارة الفيدرالية قاعدة تُسمى "انقر للإلغاء"، تهدف إلى الحد من الانتهاكات التجارية. ولكن للأسف.. أُوقف تطبيق هذه القاعدة بقرار من محكمة الاستئناف الفيدرالية.

مصائـب قومٍ عند قومٍ فوائــد

• أعربت لينا خان، الرئيسة السابقة للجنة التجارة الفيدرالية، عن دهشتها من قرار المحكمة، مشيرة إلى أن عملية وضع القواعد استغرقت أكثر من عامين، وشملت مراجعة أكثر من ١٦ ألف تعليق. 

• وفي المقابل، احتفلت الشركات التي تعتمد على عائدات الاشتراكات بقرار المحكمة، مما يعني أنها ستستمر في "استغلال" المشتركين ونهب أموالهم.  

الآن.. أمام لجنة التجارة الفيدرالية ثلاثة خيارات لتحسين الوضع:

1. الاستئناف ضد حكم المحكمة.
2. البدء بعملية جديدة لإصلاح الإجراءات.

3. التخلّي عن المشروع برمته.

4. يمكن للكونغرس التدخل أيضًا: قدم عضو الكونغرس روبن جاليغو مشروع قانون يطالب الشركات بتبسيط عملية الإلغاء. كما يخطط مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ لتقديم تشريعات جديدة تفرض على الشركات زيادة الشفافية.

يا اشتراك ما أطولـــــــــــك في ظل هذه التحديات، ظهرت خدمات متخصصة في اكتشاف الاشتراكات وإلغائها. ومن الطريف أن هذه الخدمات تحتاج إلى اشتراك أيضًا "سرى الليل وحنّا ما سرينا".

**الخلاصة: **

إلغاء الاشتراك أمر صعب، وحثّ الشركات على تسهيله أمرٌ صعب أيضًا، لكن الأصعب والأمرّ؟ إلغائك لاشتراك نشرة جريد.✌🏻

نُكتة: اضطر الكاتب إلى الاشتراك في موقع المصدر لإكمال قراءة الخبر، والآن هو عالق لا يدري كيف يُلغي "الاشتراك بالإجبار". 🫣🏃🏻