لماذا يشعر العديد من جيل الألفية بالعجز؟

التاريخ : 2025-06-24

مدة القراءة : 2 دقائق

في زمنٍ بات فيه الطموح مكلفًا، يواجه جيل الألفية أزمة من نوع جديد: أزمة منتصف عمر لا يملك ترف خوضها. فبين ضغوط المعيشة، والمخاوف الوظيفية، والتغيّرات السريعة في سوق العمل، باتت الرغبة في "إعادة اختراع الذات" حلمًا مؤجلاً، لا لقلة الشغف... بل لضيق ذات اليد.

الحاصل:

يعيش اليوم كثير من الألفيين – ممن بلغوا منتصف الثلاثينيات حتى أوائل الأربعينيات – حالة من الإدراك الداخلي بأنهم عالقون في أنماط حياتية لا تُشبههم. البعض يفكر بتغيير المسار المهني، والآخر يحلم بالعودة لمقاعد الدراسة، أو حتى مغامرة تبدأ من السفر وإعادة التعريف بالنفس. لكن التحدي الحقيقي لا يكمن في "الرغبة" بل في القدرة. فالواقع الاقتصادي لا يرحم. إلى جانب ذلك، فإن الخوف من فقدان الوظيفة، مع دخول الذكاء الاصطناعي في مجالات عديدة، يجعل أي خطوة نحو المجهول مخاطرة يصعب تبريرها ماليًا. أظهر استطلاع حديث أن ٨٠٪ من أفراد جيل الألفية يعتقدون أن "أزمة منتصف العمر" تحوّلت إلى رفاهية لا يملكون ترفها. ليست المشكلة في أن أحلامهم مستحيلة، بل في أن توقيتها بات يصطدم بجدار الاقتصاد، والمسؤوليات، وغياب الأمان المهني.

أحلام تتأرجح بين الشغف والخوف

أحدهم يعمل في مجال الأمن السيبراني يقول أنه يحلم بترك كل شيء خلفه وبدء حياة جديدة كمدرب لياقة في جنوب شرق آسيا، لكنه في كل مرة يُحدّث نفسه، تذكّره الأقساط والتأمينات والتزامات العائلة بأن الحلم مؤجل. وأخرى عادت لمقاعد الجامعة لدراسة التاريخ في ذروة أزمة كوفيد، لكن قسوة الواقع أجبرتها على العودة لوظيفتها التقنية سريعًا. والعديد من القصص الأخرى لأشخاص يعرفون بالضبط من يريدون أن يكونوا... لكنهم محكومون بمن يجب أن يبقوا عليه.

أخيرًا:

جيل الألفية لا يفتقر للرؤية، بل للوسيلة. أزمتهم لا تُشبه ما رسمته أفلام الثمانينات عن منتصف العمر. بل أكثر صمتًا، وأكثر واقعية. يعرفون تمامًا ما يريدون تغييره... لكنهم ببساطة لا يستطيعون تحمّل ثمن التغيير.

*جريد تقول: أحلامهم واضحة .. لكن الطريق لها مكلف

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط