التاريخ : 2025-02-03
مدة القراءة : 2 دقائق
إذا كان لك أصدقاء؛ ستجد أن كثيرًا منهم يعيشون تحت ضغط "وش هدفك في الحياة"، وستجد كذلك أن أحدهم هو سبب هذا الضغط خصوصًا إذا حضر للديوانية بعد حضوره لإحدى الدورات التدريبية في "التنمية البشرية" بيوم أو يومين. لا خلاف في أن تحديد الأهداف الحياتية يعد أمرًا جيدًا، لكن القلق البالغ تجاهها ليس كذلك.
لا يجب أن ترى الهدف كشيء ثابت أو متصل بحلم واحد بعيد المنال فقط؛ فالهدف ليس شيئًا وحيدًا تقوم بالبحث عنه في كل مرحلة أو من خلال الأسئلة المتكررة التي تواجهك، الهدف يكون أحيانًا مجموعة من الأنشطة اليومية التي تجعل لحياتك قيمةً ومعنى، وكثرة الأسئلة حول الهدف تجعلك تشعر بالضياع أو حتى بالفشل في الحياة. في ٢٠١٤م نشرت عالمة النفس "لاريسا ريني" ورقة بحثية رائدة تحدد فيها ظاهرة "قلق الهدف"، وهي ظاهرة تؤثر على ٩١٪ من الأشخاص في مرحلة ما من حياتهم، هذه النسبة الكبيرة كانت قبل ١٠ سنوات، ماذا عن الآن؟
حين تجد نفسك في بحث مستمر عن "الوظيفة المثالية"، تنتقل من وظيفة لأخرى، لكنك لا تجد الراحة، قد يكون الحل ليس في تغيير الوظائف باستمرار، بل في تغيير الطريقة التي تتفاعل بها مع عملك الحالي. حين تتسلط عليك متلازمة المحتال رغم إنجازاتك؛ فهذه قد تكون إشارة تشير إلى أنك في وظيفة لا تتماشى مع شغفك، وربما تدخلك في فخ المقارنة مع الآخرين والتي تجعلك تشعر بالفشل. أخيرًا، الاعتقاد بأن الهدف هو شيء واحد فقط يمكن أن يزيد من القلق، بينما الهدف الحقيقي يمكن أن يتغير مع مرور الوقت.
بدلاً من السعي المستمر للبحث عن الهدف المثالي والوظيفة المثالية ومقارنة نفسك بالآخرين، يمكنك أن تركز على خلق معنى لكل مرحلة من مراحل حياتك، فالحياة ليست مختصرة على الوصول لمكان معين، بل هي الاستمتاع بالرحلة نفسها.