التاريخ : 2025-01-16
مدة القراءة : 2 دقائق
هاتف ذكي، لابتوب ذكي، قلم ذكي، سبورة ذكية، سيارة ذكية، قارورة مياه ذكية، نفر بخاري ذكي، سلطة فواكه ذكية، مشاوي ذكية، جيتار ذكي الخ.
الذكاء كلمة "تمرمطت" بإدخالها مع جميع المنتجات والعادات اليومية الاستهلاكية.. فهل نحن بحاجة إلى كل هذا الكمّ من الذكاء؟
معرض الإلكترونيات الاستهلاكية CES 2025 هو واحد من أكبر وأهم المعارض العالمية المخصصة للتكنولوجيا والإلكترونيات الاستهلاكية. يُقام سنويًا في لاس فيغاس،، ويجذب آلاف الشركات والمهتمين من جميع أنحاء العالم، لكن هذا العام، صار فيه تركيز على الجانب المظلم للتقنيات الذكية، جوانب مثل :الحماية الأمنية المتهالكة ،الأضرار البيئية والمنتجات غير الضرورية التي أثارت الجدل في المعرض. على رأس قائمة المنتجات "اللي مالها داعي" كان خاتم Ultrahuman Rare الذكي، بسعر خيالي يبلغ 2200 دولارا. هذا الخاتم، رغم تسويقه كمنتج فاخر، يقدم عمرا افتراضيا للبطارية محدود بـ ـ500 دورة شحن فقط، مع استحالة استبدال البطارية دون تدمير الخاتم نفسه.
إذا: ماذا نصنف مثل هذا المنتج؟ وماذا عن غسالة Samsung Bespoke AI الجديدة التي تقدم مميزات وصفها النقاد بأنها "غير ضرورية تمامًا"، مثل القدرة على إجراء المكالمات الهاتفية!! هل سيجري المستهلك مكالمة على بياض؟ أم أن الغسالة الذكية تنظف محتوى المكالمة؟
التقنيات الذكية تأتي غالبًا على حساب الخصوصية. فعلى سبيل المثال، عرضت شركة بوش السرير الذكي Revol الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لمراقبة الطفل عبر الكاميرا، والميكروفون، وحتى مستشعر الرادار.
هذه التقنية أثارت مخاوفا بشأن الخصوصية، حيث أشار النقاد إلى أن المنتج قد يستغل مخاوف الآباء لجمع بياناتهم مقابل 1200 دولارًا.
وفي ذات السياق، فإن المنازل الذكية مرشحة باستمرار للهجوم الإلكتروني والاختراقات عبر البرمجيات الخبيثة التي تستخدم لمسح الإنترنت بشكل مستمر بحثًا عن أجهزة تحتوي على كلمات مرور ضعيفة واختراقها ثم إضافتها إلى شبكة من الأجهزة المخترقة تُعرف بـ"شبكات الروبوتات الإلكترونية" (Botnets).
إن الرغبة في الابتكار لا ينبغي أن تكون على حساب المستهلكين أو البيئة؛ فالذكاء الحقيقي في التكنولوجيا لا يقاس بالقدرة التقنية، إنما بالمغزى ، ومساهمتها في تحسين الحياة اليومية.