التاريخ : 2024-11-17
مدة القراءة : 2 دقائق
هناك من يلقي اللوم على التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لأنها المتهم الأول في انعزال الناس وابتعادهم نوعاً ما عن حياتهم الاجتماعية.
يتحدث هؤلاء عن أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تحمل من اسمها أي نصيب، فلا تواصل، ولا حتى مجتمع! فهل هم على حق؟ ولماذا لم يحظ المستخدمون للتكنولوجيا ووسائل التواصل بشيء من الاتهام حول طريقة استخدامهم؟
لورا مارسيانو، الباحثة في جامعة هارفارد، أجرت مقابلات مع ٥٠٠ مراهق في إطار دراسة مستمرة تبحث في العلاقة بين التكنولوجيا والشعور بالوحدة، وتوصلت إلى أن 50٪ منهم لم يتحدث مع أي شخص في الساعة الأخيرة، سواء بشكل شخصي أو عبر الإنترنت. ومقارنةً بما كان عليه الحال قبل ٢٠ عامًا؛ يقضي الأمريكيون اليوم وقتًا أطول في العزلة، ولديهم صداقات أقل، ويشعرون بانفصال اجتماعي أكبر عن مجتمعاتهم، وهذا ما صنفه الجراح العام للولايات المتحدة، الدكتور "فيفيك مورثي" بـ "الوحدة" كوباء في نهاية عام ٢٠٢٣م.
في أحد الاستطلاعات أشار ٧٣% من المشاركين إلى أن التكنولوجيا تُعد من العوامل الرئيسة التي تسهم في الوحدة والانعزال، لكن كثير من العلماء كانوا واضحين: لا يوجد دليل قوي على أن التكنولوجيا تجعل الناس يشعرون بالوحدة بشكل مباشر؛ فالكثير من الأشخاص الاجتماعيين والأصحاء يستخدمون التكنولوجيا بكثرة.
إجماع العلماء لا يعني النفي الكلي للارتباط بين العزلة والتكنولوجيا، هذا الربط يكمن في أن الذين صرحوا بشعورهم بالوحدة يستخدمون التكنولوجيا بطرق غير صحية، مثل: الوقوع في فخ المقارنة والرسائل المكتوبة التي تقتل التواصل الحقيقي والصادق.
بكل بساطة يكمن الحل في الصدق مع أنفسنا، والتعامل بشكل صحي مع التكنولوجيا ووسائل التواصل، فلا يمكن أن نعتمد التواصل النصي بشكل كلي بدلاً من التواصل الحقيقي، ولا يمكن أن نكرّس أنفسنا لمتابعة حياة الآخرين الشخصية التي لا تظهر بشكل حقيقي على مواقع التواصل بدلاً من البحث عن محتوى مفيد.