التاريخ : 2024-07-18
مدة القراءة : 2 دقائق
صحيح أن الذكاء الاصطناعي حقق لنا أغرب ما كنا نذكره على سبيل الدعابة في جلسات الأصدقاء، كغناء "الست أم كلثوم" لأغنية "بو صالح سرى ليله" ومشاهدة إيلون ماسك وهو "يتنكّس" على أغنية "كم باقي على الرجعة" لموضي الشمراني، وصحيح أن الشركات أصبحت تستثمر فيه بشكل مهول لتحقيق عوائد أكبر، لكن، هل هناك جدوى من الاستثمارات الضخمة في الذكاء الاصطناعي؟
وادي السيليكون، الذي بدأ كمنطقة زراعية لتصدير الفواكه، يعد الآن موطنًا للعديد من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، بما في ذلك شركات مثل أبل، جوجل وفيسبوك، بالإضافة إلى عدد لا يحصى من الشركات الناشئة. هذا الوادي يروج حالياً أن الذكاء الاصطناعي هو أكبر اكتشاف منذ اكتشاف البنسلين، كما يروج لرؤية مستقبلية تتضمن تدفقات العمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تعد بزيادة الإنتاجية وتعزيز الاقتصاد بشكل غير مسبوق.
أغلب شركات التكنولوجيا على قناعة تامة بأن الذكاء الاصطناعي سيصبح أكثر تطورًا؛ لذلك "حرقت" مليارات الدولارات - بدعم من وول ستريت - في بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات؛ الأمر الذي يستلزم استهلاك كميات هائلة من الكهرباء اللازمة لتشغيلها. لكن، هل الجميع مقتنع بما يحصل؟
في تقرير حديث لبنك جولدمان ساكس، حذر بعض الخبراء البارزين من أن الرهانات الضخمة على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون مخيبة للآمال ولا تحقق التوقعات الكبيرة إذا لم تؤد إلى تغيير حقيقي وملموس. الكاتب والاقتصادي دارون أوغلو يرى أن معظم الأعمال البشرية معقدة ولا يمكن للذكاء الاصطناعي تنفيذها بشكل فعال من حيث التكلفة، كما يتوقع أن التكنولوجيا ستؤثر في أقل من ٥% في جميع المهام البشرية، وستزيد من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة ٠.٩٪ فقط خلال السنوات العشر القادمة، وفي المقابل يرى تقرير جولدمان ساكس أن الذكاء الاصطناعي سيسهم في أتمتة ٢٥٪ من مهام العمل خلال نفس الفترة، وسيزيد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة ٦٪.
من الواضح أن غالبية شركات التكنولوجيا لديها الكثير من الحماس والتفاؤل بالإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي، ولكن في المقابل هناك بعض الشكوك والمخاوف الحقيقية تجاه هذه التكنولوجيا؛ لذلك عليك أن تكون وسطًا في التعامل مع الذكاء الاصطناعي والأخبار المتضاربة من حوله؛ فالوقت هو ما سيكشف هل يحقق الآمال الكبيرة أم أن الذكاء الاصطناعي مجرد فقاعة وما عنده سالفة.** **