التاريخ : 2024-06-02
مدة القراءة : 2 دقائق
المتعارف عليه أن البطالة ابتلاء ندعو لصاحبه بالفرج، وأن الاستقالة لا تُكتب إلا لعيون عرض وظيفي أفضل أو تجلي معجزة تدفع تكاليف الحياة؛ ولكن جيل زد يُطبّع كتابة الاستقالات بدلًا من الإجازات!
بعد إنهاء رحلة الـ ١٢ عامًا للتعليم الأساسي، كان البعض يفضل أن "يرتاح" لعام قبل الخوض في غمار التعليم العالي وضغط الكليات، ولكن بعد التخرج فالضغط المجتمعي والمادي لا يرحم أحدًا.
فالتقديم على الوظائف يبدأ قبل التخرج أحيانًا، والمقابلات الوظيفية أشبه بنبوءة منتظرة! وحين تخطو أول خطواتك في غمار الوظيفة فلن توقفك إلا ورقة التقاعد غالبًا، وكل أحلامك مؤجلة لما بعد الستين.
جيل زد "مب عاجبه الوضع" كالعادة، لذا أصبحوا يكتبون استقالاتهم بعد بدء حياتهم المهنية "بس عشان يريّحون شوي" ويعتمدون على مدخراتهم أو يعملون بوظائف بسيطة تغطي مصاريفهم اليومية أو رحلاتهم لاستكشاف العالم، وبعد "ما يطيح اللي بروسهم" يعودون للحياة الروتينية ويقدمون على الوظائف مجددًا.
صنّاع القرار "مب عاجبهم الوضع" كالعادة، فالحكم على المرشحين المحتملين من أول نظرة أشبه بالإدمان بالنسبة لهم، وسنوات العطالة الاختيارية تعطي انطباعًا بأن المرشح "لعاب" ولا يعرف عن المسؤولية إلا اسمها.
الصمت لم يكن يومًا من سمات جيل زد، لذا أصبحوا "يراددون" بحماس ويدافعون عن أنفسهم، فحين يتهمون بالعبث أصبحوا يجهزون حججهم، فلا تستغرب لو كنت مسؤول توظيف وسألت أحد المرشحين عن سبب انقطاعه عن العمل وفتح جواله ليُريك حسابه في تيكتوك! فجيل زد يجهزون محتوى يثبت نشاطهم وشغفهم خلال سنة عطالتهم، وأحيانًا يُديرون متاجرًا إلكترونية، ليكون لديهم إنجازات موثقة بالأرقام.
الاعتياد على روتين العمل والأمان الذي يقدمه، لا يضمن استمرارية النمو المهني، فربما تبتعد سنة واحدة عن الحياة المألوفة وتتعلم ما لا يمكن تعليمه، وتعود بنظرة مختلفة وإبداعية، وهذه الدراسة تدافع عن حقك بالحياة.