التاريخ : 2024-03-16
مدة القراءة : 2 دقائق
ارتفع سهم شركة انفيديا أحد أكبر مصنعي معالجات أجهزة الكمبيوتر بشكل خيالي، تزامنًا مع ثورة الذكاء الاصطناعي الحاصلة، وهذا أعاد للأذهان ذكرى فقاعة الدوت كوم التي حصلت لأسهم الشركات التقنية مطلع هذا القرن. والسؤال هنا هل هذا الارتفاع واقعي أم مجرد هبّة ومبالغة في التقدير؟
أظهر التقرير المالي الذي نشرته انفيديا الأسبوع الماضي، مؤشرات مبشرة في المبيعات والإيرادات، رفعت من سعر السهم ١٦٪ خلال يوم واحد. وقد شبه البعض الحاصل للسهم بـ فقاعة الدوت كوم، نظرًا لارتفاعه الكبير خلال العام الماضي بنحو ٢٧٥٪.
ولكن مع ذلك يُعد هذا التشبيه في غير محله، حيث أن انفيديا تبيع منتجات مركزية وأساسية في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وعليها طلب يفوق العرض، حتى أن سام التمان رئيس OpenAI حينما أراد حل مشكلة الإنتاج في هذا السوق وتغطية الطلب بحث عن استثمار بقيمة ٧ تريليون دولار. وهذا عكس ما حصل أيام فقاعة الدوت كوم حين كانت الفكرة غير واضحة أصلًا. بالإضافة لذلك سرعة نمو أرباح انفيديا تفوق سرعة نمو السهم.
من الواضح أن انفيديا حققت نموًا بواقعية بسبب الطلب العالي من السوق، إلا أن المخاطر تكمن في سوق الذكاء الاصطناعي نفسه وماذا لو كانت الهبة والمبالغة تكمن فيه، ومن جانب آخر يشكل أحد عملاء انفيديا ١٣٪ من إجمالي المبيعات، وأي تغير في عمليات الشراء من قبل هذا العميل أو غيره من العملاء الكبار قد يؤثر بسوء على مستقبل الشركة. ولا ننسى كذلك المنافسين أمثال AMD وغيرها ممن قد يعيدوا حصتهم التي سلبتها انفيديا. لا تشكل صفقات البيع على المكشوف (المراهنة على نزول سعر السهم) سوى ١.٢٪ من إجمالي الصفقات، بناءً على بيانات ٨ فبراير. وهذا مؤشر يعكس تفاؤل المساهمين بمستقبل الشركة.
انفيديا تقود سوق المنتجات المُمكنة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ولا زال الذكاء الاصطناعي أصلاً في بداياته، وهذا مؤشر لمستقبل باهر للشركة.