التاريخ : 2023-11-05
مدة القراءة : 2 دقائق
كثيرون شاهدوا فيلم العطر، أو قرأوا الرواية، والتي تتحدث عن بطل خارق، يستطيع تمييز رائحة كل من حوله. كل ما حولنا له رائحته الخاص، ليس العطور فحسب، بل حتى مشروب أو أكلة، رائحة الكتب المدرسية الجديدة، سيارة العائلة القديمة، تمازج رائحة القهوة العربية المهيّلة، مع البخور والعود، وعلى سبيل الأمطار، رائحة فناء منزلك بعد أن غسل المطر الغُبار. كل رائحة تتعرض لها باستمرار، سترتبط بذكراها، بل قد تقلب موازين شعورك أو تعيدك إلى الماضي، إذا شممتها مجددًا.
انتهزت العلامات التجارية فرصة التسويق من خلال العطور، كوسيلة لبيع منتجاتها على مرّ السنين، ولكن المُختلف الآن أن استخدامها كأداة تسويقية صار حاجة أكثر من أنه “هبّة”! ولعلّ رائحة فندق ما، لاقت إعجابك، صرت تشمّها في كل محل وزاوية، وأصبح الزيت العطري يُباع واسمه يُشاع.
تحرص الشركات على إبهارك وجذب انتباهك، من خلال تجربة ساحرة، كاملة متكاملة، بدءًا من الإعلانات المرئية، والخلفيات الصوتية، والمرافق الأنيقة، حتى الروائح الزكيّة، بطريقة تلتقط جميع حواسك الخمسة.
أشارت دراسة إلى أن بعض الروائح يمكن أن تؤثر إيجابيًا على سلوك العملاء، وتحفّزهم على إنفاق ما يصل إلى ٢٠٪ أكثر من الحاجة.
التفرّد برائحة عطر مخصصة لمحلك، أو لشخصك، ليست رخيصة، فقد تتراوح تكلفة العطور المخصصة بين ٥ آلاف دولار إلى ٦٥ ألف دولار. والمقصد هُنا، الرائحة العطرية الفاخرة بمكونات عالية الجودة، ومقاييس محددة مدروسة، وليس “الحواق” وخلط الحابل بالنابل. تصنيع العطور غالي، وكذلك توزيعها وتركيبها؛ لأنها تتطلب تركيب أجهزة داخل أنظمة تكييف الهواء لتوزيع الزيت العطري، فزد على الألوف المؤلفة السابقة، مئات أو حتى آلاف الدولارات شهرياً فقط لمتابعة التوزيع والتركيب وتكاليف التشغيل العامة والصيانة.
بالرغم من التقدم في مجال العطور واستخدامها وسيلة تسويق في تجربة العميل الواقعية، هل سننتظر كثيرًا حتى تكون العطور مدمجة كذلك في الواقع الافتراضي؟
أكثر الروائح المُحببة والرائجة عالميًا، هي الروائح المنعشة، مثل الحمضيات والزهور.