التاريخ : 2023-10-18
مدة القراءة : 2 دقائق
تخيل معنا في المستقبل القريب، تخرج مع أصدقائك لمطعم "عليه مدح" تقررون تجربة جميع خيارات البرجر، علما أن الخيارات تتراوح ما بين برجر الأسد والزرافة.. هل ستفضل لحوم آكلة اللحوم أو لحوم آكلة الأعشاب؟
نقف على بداية أعتاب عصر "تطبيع" اللحم المطبوع، ومع نجاح أول التجارب المختبرية، وزيادة الشركات الناشئة في المجال، لذلك تتنافس الشركات في تصنيع أنواع مختلفة من اللحوم، باتباع نهج "خالف.. تُعرَف" وهكذا؛ لم تعد خيارات الطباعة مركزة على طباعة لحم الأبقار.
هناك أكثر من ١٥٠ شركة متخصصة باللحوم المطبوعة؛ ولعل أغربها: - لحم الماموث: شركة Vow نجحت بطباعة لحم الماموث عن طريق زراعة لمحة من حمضه النووي مع بعض البيانات الجينية لفيلة اليوم في خلايا الأغنام، وقد كتبنا سابقًا عن تجربتها هنا. - لحم الأسد والزرافة: شركة Primeval Food لديها ميل غريب لطباعة اللحوم البريّة، وقد صرحت بأنها تعمل على عدة أبحاث لطباعة لحوم غير مألوفة، كالأسد والزرافة. - أول أفيال الأرض: شركة Paleo تفكر بالتركيز على تقديم لحوم قائمة على بروتين الهيم "من النهاية هو البروتين الذي يجعل طعم اللحم *اللحم*"، واللافت للنظر ان السلالات مطابقة في هيكلها الجيني للفيل البدائي القديم.
معظم أبحاث هذه الشركات لا تزال تحت الدراسة، ومنتجاتها ليست متاحة بعد للمستهلكين؛ وبالرغم من اللحوم المطبوعة لا تتضمن أي إيذاء للحيوانات، مما يعني أن النباتيين الممتنعين لأسباب إنسانية بإمكانهم استهلاكها بضمير مطمئن، لكن البعض يجادل بأن هوس الشركات لكسب الإهتمام قد "يخرب الذوق الإنساني الرفيع" ويجعل البشر يميلون لإشتهاء تناول لحوم غريبة، وربما نقع في ورطة لو نجحت شركة بطباعة لحم نمر مهدد بالانقراض "وأعجب الناس" وقرروا "يروحون يصيدونه ويجربون الطعم الحقيقي".
كأي مجال جديد، لا تزال الصورة ضبابية، والأبحاث لم تحسم معظم الأساسيات بعد، على سبيل المثال بخصوص التأثير البيئي هناك دراسة من جامعة اكسفورد نصت على أن اللحوم المطبوعة قد تساعد بتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بينما تشير دراسة أخرى من جامعة كاليفورنيا ديفيس للعكس.
لو افترضنا جدلًا نجاح اللحوم المطبوعة بتجاوز جميع العقبات والوصول للمستهلك البشري، لا تزال التكلفة مرتفعة بشكل جنوني، فالنصف كيلو من اللحم المطبوع يكلف ١٧ دولار، بينما لا تتجاوز تكلفة انتاج نصف كيلو من اللحم البقري دولارين.