التاريخ : 2023-02-08
مدة القراءة : 2 دقائق
تتطلب عملية صنع الخرسانة الاسمنتية ثلاثة أضعاف كمية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الطيران. وتُعتبر هذه النسبة خطيرة ومُهددة للبيئة، خاصة أنه من المتوقع مضاعفة أعداد المباني الموجودة في العالم بحلول عام ٢٠٦٠. ولكن لحسن الحظ، أعلنت ثلاث شركات عن تحقيقها لانجاز يتمثل في حبس ثاني أكسيد الكربون في الخرسانات الإسمنتية وإعادة استعماله لصنع خرسانات أخرى.
بدأت الرحلة مع الشركة الناشئة Heirloom، حيث حبست الخرسانات الاسمنتية لمباني فروع الشركة في كاليفورنيا غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء. تحظى هذه الشركة بدعم شركة بيل غيتس Breakthrough Energy Ventures، وعملاؤها هم مايكروسوفت، وسترايب، وشوبيفاي. أما بالنسبة لقيمتها السوقية فقد جمعت إلى الآن ٥٤,٣ مليون دولار. ثم تولت شركة CarbonCure Technologies الخطوة الثانية، حيث استخلصت غاز ثاني أكسيد الكربون من هذه الخرسانات ثم حقنته في مياه الصرف الصحي، علماً أن هذه الشركة تولت إنتاج الخرسانات الحابسة للانبعاثات للفرع الثاني لشركة أمازون في فيرجينيا. وتُقدر قيمة الشركة التي يدعمها بيل غيتس أيضًا بـ ١٢,٤ مليون دولار. وأخيرًا، استعانت شركة Central Concrete Supply بمياه الصرف الصحي المعالجة والغنية بغاز ثاني أكسيد الكربون لصناعة خرسانات جديدة اُستعملت في بناء مشاريع عديدة.
استعملت الشركات ٣٨ كيلوجرام تقريبًا من غاز ثاني أكسيد الكربون. أي أنهم خلّصوا الأرض من انبعاثات سيارة تستعمل الوقود لـ ١٣٥ كيلومتر، بحسب الآلة الحاسبة لوكالة حماية البيئة الأمريكية. يتمحور سر نجاح الفكرة حول توسيع النطاق لأكبر قدر ممكن، وتبني شركات عالمية لها. محليًا تمتلك السعودية عددًا كبيرًا من مصانع الإسمنت والمشاريع الإسمنتية، وتطبيق هذه الطريقة في حبس الانبعاثات في الاسمنت ستسهم في حماية البيئة.
يجب على الشركات الثلاث المتعاونة في هذه التجربة أن تُحلل وتتأكد من أن مراحل حبس الغاز وإعادة استعماله لا تبعث كمية غازات أكبر من التي حبستها.