
التاريخ : 2025-08-06

مدة القراءة : 3 دقائق
لسنوات، كان تسوق العودة للمدارس يبدأ مع اقترابها، متزامنًا مع ضجة المتاجر والعروض الموسمية، لكن الصورة تغيرت هذا العام. وفق تقرير "JLL Back-to-School Shopping 2025"، الذي شمل أكثر من ١٠٠٠ ولي أمر، العائلات بدأت التسوق أبكر، وأصبحت تنفق أكثر، وتعود بقوة للتسوق الحضوري، مدفوعة بمزيج من ارتفاع التكاليف، جداول مزدحمة، ومخاوف من نقص المخزون.
متوسط الإنفاق لكل طفل هذا الموسم وصل إلى ٣٨٦ دولار =١٤٥٠ريال تقريبًا، بزيادة ١٧,٣٪ عن العام الماضي، وهي زيادة تفوقت على معدل التضخم الحالي البالغ ٢,٤٪. والأسر ذات الدخل المرتفع تخطط لإنفاق أكثر بنسبة ٢٧٪، فيما ينفق أولياء الأمور الأكبر سنًا والذين يشترون لأولادهم في الثانوية أو الجامعة حوالي ٤٧٠ دولار = ١٧٧٠ريال تقريبًا للفرد. ورغم زيادة الإنفاق، هناك وعي أكبر بكيفية صرف كل دولار مع تركيز أكبر على الأساسيات وتجنب المشتريات الكمالية.
التضخم، رغم تباطؤه في الشهور الماضية، بدأ يتسارع قليلًا (٢,٧٪ في يونيو مقارنة بـ ٢,٤٪ في مايو)، متأثرًا بجمارك جديدة. النتيجة: ٦٥٪ من أولياء الأمور يقولون أن التضخم يؤثر على قراراتهم الشرائية، وأكثر من ٩٢٪ يستخدمون وسائل لخفض التكاليف، مثل القسائم الشرائية، إعادة استخدام المستلزمات، أو الشراء المستعمل. الآباء الأصغر سنًا يميلون أكثر لشراء المستعمل، بينما الأكبر سنًا يفضلون تقليص عدد المشتريات.
٤٥٪ من أولياء الأمور بدأوا أو أنهوا تسوقهم قبل يوليو، بزيادة ١٢٪ عن العام الماضي. السبب الرئيسي؟ القلق من توفر المنتجات. هذه الموجة من التسوق المبكر ليست مجرد إنجاز قائمة، بل محاولة لبناء إحساس بالسيطرة وسط الفوضى. بالنسبة للمتاجر، إطلاق العروض أبكر، وضمان شفافية المخزون، وتقديم جداول تسوق مرنة، يمكن أن يخفف من ضغط "الاندفاع الأخير".
وولمارت، أمازون، وتارقت سجلوا حضورًا أكبر من العام الماضي. و٧٠٪ من المشاركين قالوا إن توفير المال هو العامل الأول لاختيار مكان التسوق، يليه الشحن المجاني ٥٥,٥٪. بالنسبة للعائلات، هذه المتاجر تمثل خيار "الكل في مكان واحد"، خصوصًا لأولياء أمور أطفال المرحلة الابتدائية.
الدخل، العمر، والجنس.. كلها عوامل تحدد نمط الشراء. - الأسر ذات الدخل المنخفض تركز على التخفيضات والمستعمل، بينما الأسر ذات الدخل المرتفع تبدأ أبكر وتفضل المولات والمتاجر المتخصصة. - الأمهات يميلن إلى التركيز على الأساسيات والعلامات الأقل سعرًا، ويشترين لاحقًا، بينما الآباء يبدأون مبكرًا، يزورون متاجر أكثر، وينفقون أكثر. - الآباء لأطفال أصغر سنًا يفضلون المتاجر الشاملة، بينما من لديهم مراهقين أو طلاب جامعيين يتجهون نحو الإلكترونيات، المعدات الرياضية، والمتاجر الكبرى.
من باب ما جاء بالأمس من موافقة مجلس الوزراء السعودي على العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين في المدارس الحكومية اعتبارًا من العام الدراسي ٢٠٢٥- ٢٠٢٦ يتوقع أن يعيد هذا تشكيل أنماط الإنفاق المدرسي. ومما أظهرت بيانات المدفوعات في بداية ٢٠٢٥م أن الإنفاق على التعليم في السعودية في مواسم العودة للمدارس قفز بنسبة ٢٥,٨٪ هذا العام ليصل إلى ٢٠٧ مليون ريال، ما يعكس استعداد الأسر المبكر وضخامة المبالغ المخصصة للتجهيز.
بالنسبة للأسر، العودة للمدارس ليست مجرد قائمة مشتريات، بل لحظة لوضع الروتين والاطمئنان على استعداد أطفالهم لعام جديد. المتاجر التي تفهم هذا البعد الإنساني وتقدم تجربة تسوق هادئة، منسقة، وتركز على القيمة، ستكسب ولاء العملاء طويل الأمد، ولاء يستمر حتى بعد قرع الجرس الأول.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.
