التاريخ : 2025-04-17
مدة القراءة : 2 دقائق
هل دخلت الشركات الأمريكية في مرحلة ما بعد حرب التعريفات الجمركية مع الصين؟ فالأخبار تبين أن بعض الشركات سلمت للأمر الواقع، وبدلا من وضع "اليد على الخد" وانتظار ما ستؤول إليه المعركة؛ بدأت في التحرك نحو التصنيع المحلي، فعلى سبيل المثال: شركة إنفيديا أعلنت عن نيتها تصنيع أجهزة ذكاء اصطناعي بقيمة ٥٠٠ مليار دولار داخل الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع القادمة، وهذه أول مرة تقوم فيها الشركة الرائدة عالميًا في صناعة الرقائق بإنتاج أجهزتها بالكامل على الأراضي الأمريكية، وهو تحول استراتيجي رحّب به البيت الأبيض واعتبره تطبيقًا عمليًا لتأثير ترامب.
رغم الزخم المحيط بالقرار، فإن التحديات اللوجستية والمالية لا تزال تشكّل عائقًا كبيرًا أمام الحلم الأمريكي بالتصنيع الكامل. فتجربة شركة أبل تُعدّ مثالًا حيًا على حجم العقبات، فقد أعلنت أبل عن استثمار ضخم داخل الولايات المتحدة، لكن خبراء الصناعة قدّروا أن إعادة ١٠٪ فقط من سلسلة التوريد الخاصة بها إلى الداخل الأمريكي قد يتطلب استثمارات تتجاوز ٣٠ مليار دولار خلال ثلاث سنوات. وهو رقم ضخم يوضح أن التصنيع المحلي، رغم جاذبيته لا يزال على أرض الواقع مشروعًا مكلفًا ومعقدًا، ويدعم هذه الحقيقة التحولات العميقة في شكل سوق العمل الأمريكي وتحديدًا في نسبة العاملين في قطاع التصنيع، حيث انخفضت من ٢٥٪ إلى أقل من ٨٪ اليوم.
الفارق في المهارات التصنيعية بين الولايات المتحدة ودول أخرى مثل الصين لا يزال واضحًا. ففي تصريح شهير أدلى به تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، أشار إلى أن الصين قادرة على ملء عدة ملاعب لكرة القدم بمهندسي أدوات تصنيع متخصصين، بينما تجد الولايات المتحدة صعوبة في ملء قاعة واحدة بالكفاءات نفسها. هذا الواقع يعكس الفجوة الكبيرة في التدريب الصناعي، ويعقّد من إمكانية نقل سلاسل الإنتاج إلى الداخل الأمريكي، مهما بلغت الحوافز أو الضرورات السياسية.
يبقى شعار "صُنع في أمريكا" طموحًا أمريكيا يصطدم بتعقيدات الواقع، فبين ما تريده السياسة وما يسمح به السوق، قد تستمر معركة التصنيع في أمريكا بالبحث عن توازن مفقود، وقد يطول هذا البحث، وبناء على ذلك فقد ترتفع أسعار المنتجات.
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.