كيف يرد التنين على التعريفات الجمركية؟

التاريخ : 2025-04-15

مدة القراءة : 2 دقائق

الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة عبر التعريفات الجمركية تشبه إلى حد كبير موسمًا جديدًا من مسلسل قديم: وجوه مألوفة، مشاهد متكررة، لكن بميزانية أعلى وقصة أكثر تعقيدًا. فرغم أن التعريفات الجديدة ليست مقصودة للصين، لكنها ضربة موجعة للاقتصاد الصيني. حيث تشكّل الصادرات الصينية للولايات المتحدة حوالي ١٤٪ من إجمالي صادرات الصين في ٢٠٢٤م والتي تجاوزت قيمتها ٣,٥ تريليون دولار! الصين طبعا لن تسكت، وفي يدها أوراق ضغط عديدة تستطيع لعبها للانتقام.

المستهلك الأمريكي في الزاوية

أكثر من ٨٠٪ من الإلكترونيات، الألعاب، والملابس في الأسواق الأمريكية تمرّ عبر سلاسل توريد صينية. أي محاولة سريعة للبحث عن بديل غير واقعية بإجماع اقتصادي شبه نادر. هذا يعني أن المستهلك الأمريكي أصبح "المتضرر الرئيسي" بزيادة متوقعة لأسعار المنتجات. وبينما ما زالت نسب التضخم تضغط على ميزانية الطبقة المتوسطة، بدأت علامات الاستياء تظهر في استطلاعات الرأي.

ردود مباشرة

كالعادة، بكين تضرب في موطن الألم. بعدما أعادت توجيه وارداتها من فول الصويا الأمريكي إلى البرازيل، فقد سقطت أسعار المحاصيل وتأثرت ولايات زراعية محسوبة على قاعدة ترامب الانتخابية. والآن الصين تفكر بنفس الخطوة مع الطائرات والنفط. أيضًا وضعت ١٢ شركة أمريكية على "القائمة السوداء"، ومنعت شركات دفاع وطيران من العمل داخل أراضيها، وفتحت تحقيقات ضد "DuPont"، و"Nvidia"، و"Google". كل خطوة من بكين محسوبة، وكل شركة مستهدفة تعني ضغط إضافي على واشنطن عبر "وول ستريت".

المعادن، الدولار، واليوان: أوراق ضغط صعبة

الصين تمسك بخناق الصناعات الأمريكية الحساسة عبر المعادن النادرة، واللي تمثل الصين فيها ٨٠٪ من الإنتاج العالمي. فأي انخفاض بسيط في التصدير منها ممكن يعطّل صناعة السيارات الكهربائية والدفاعية في أمريكا. ومع إنها تعرف إن أي تقييد راح يضرها في الرقائق الإلكترونية، لكن بكين تمشي على الحافة بذكاء. بالإضافة لذلك، لديها ٧٦١ مليار دولار من ديون أمريكا. من المستبعد أن تبيعها قريبًا لكن التلويح يكفي لهز الأسواق. حتى التلميح بخفض قيمة اليوان عمل قلق في البنوك المركزية حول العالم.

نهايتها ضبابية

بينما ترامب يستمر بتصعيد المواجهة، شي جين بينغ يرد بهدوء واستعداد للعبة النفس الطويل. الاقتصاد الصيني أكيد سيتأثر، لكن الأثر السياسي في واشنطن قد يكون أعمق. وبالنظر لحجم الأوراق في يد الصين، التصعيدات المحتملة ممكن توجع أكثر من المتوقع.