التاريخ : 2025-04-10
مدة القراءة : 2 دقائق
في زاوية الحي، بين بقالة قديمة ومخبز يعرفك بالاسم، يوجد محل صغير لافتته بالكاد تقاوم الشمس. كُتب عليها بخط باهت "إصلاح جوّالات – أجهزة إلكترونية".
لطالما مررنا بجانبه دون اكتراث. من سيختار إصلاح جهاز قديم عندما يمكنه طلب آخر جديد بأزرار لامعة وشاشة بلا خدوش؟ لكن... ربما حان وقت إعادة التفكير.
مع القرارات الجديدة التي رفعت الرسوم الجمركية الأمريكية إلى ١٢٥% على الواردات من الصين، لم تعد الأجهزة الجديدة في متناول الجميع.
وبينما تتأثر منتجات مثل الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب بشكل مباشر، تُظهر المؤشرات أن الأسواق بدأت تتفاعل سريعاً: إذ دفعت الرسوم الجمركية شركة نينتندو إلى تأجيل الطلبات المسبقة لجهاز Switch 2 إلى موعد غير محدد، وتذبذبت مؤشرات الأسهم، وازدادت المخاوف من استمرار موجة الغلاء. ورغم إعلان واشنطن عن تعليق مؤقت لبعض الرسوم الجمركية على دول معينة، إلا أن الواردات الصينية التي تشكل العمود الفقري لسلاسل الإمداد ما زالت خاضعة للرسوم المرتفعة. وفي ظل هذه الظروف، ترتفع تكلفة الجديد، وتُصبح إطالة عمر الموجود سلوكاً اقتصادياً منطقياً.
كايل وينز، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ iFixit، يرى في هذا التحول فرصة لتغيير الثقافة الاستهلاكية. يقول: "الحق في الإصلاح لم يكن ليأتي في وقت أفضل من هذا. الإصلاح هو الوضع الطبيعي الجديد." ومع توقعات بزيادة أسعار الإلكترونيات بنسبة ٣٠ إلى ٥٠%، تصبح العودة إلى "محل الإصلاح" القريب خياراً لا يقل قيمة عن الترقية نفسها.
ليس الإصلاح وحده من يزدهر. فمواقع مثل Backmarket التي تبيع أجهزة مستعملة مجددة بدأت تحصد اهتماماً متزايداً من مستهلكين يبحثون عن بدائل عملية. وقد أطلق الموقع مؤخراً حملة ساخرة بعنوان "عرض الركود"، تمنح الزبائن خصمًا بنسبة ١٠% باستخدام كود ELON. لكن مع زيادة الطلب، يُحذّر محللون من احتمالية ارتفاع أسعار حتى الأجهزة المستعملة، خاصة في الأسواق الأوروبية ذات الإقبال الكبير.
في مستودع بيتك أو درجك المنسي… كم جهازًا قديمًا ينتظر فرصة ثانية؟ وفي زمن ترتفع فيه كلفة كل جديد، ما هو أول شيء يتبادر إلى ذهنك الآن… وتفكر: "ربما يمكنني إصلاحه بدلًا من نسيانه"؟
اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.