التاريخ : 2025-02-20
مدة القراءة : 2 دقائق
لو كنت من أطفال ديزني العزيزين أو أهاليهم "ونشبت برأسك" (عوم واتمخطر مخطر مخطر) بعد مشاهدتك فيلم البحث عن نيمو، فبالتأكيد تتذكر السمكة المخيفة التي أوقفت قلوبنا حين ظهرت من العدم وفوقها لمبتها!
هو الضحية في قصة شخص ثاني. وهذا ما حدث حين اكتشفت سمكة الصياد (في رواية أخرى سمكة الشيطان) قبالة ساحل تينيريفي قرب سواحل أسبانيا. وبمجرد وصولها للنور انتحب جموع من البشر وأغرقونا بالدموع!
هذه سمكتنا وبطلتنا لليوم، بغض النظر عن أسنانها الجالبة للكوابيس، أو عمود الإنارة الملتصق فيها، وأن وجهها خالٍ من أي لمحة براءة.. إلى آخره. تبقى بطلتنا لهذا الشهر. تعيش بطلتنا في أعماق أعماق المحيط، وعمود الإنارة ما هو إلا محاولة تأقلم مع غياب النور في الأعماق. وفي يوم ما قررت كسر حلقة الجُبن المتوارثة في عائلتها، وانطلقت للأعلى بحثًا عن النور!
ودعت! بكل بساطة ما أن رأت المسكينة نورًا -غير اللي فوق رأسها- حتى فارقت الحياة، ولعلنا نتذكر بأن جبل إيفرست شهد روايات مماثلة.
بصفتنا كائنات تهوى الحكاوي، نسجنا قصة عن السمكة المملوءة بالأمل والمدفوعة بالفضول، وعن نهاية الأحلام المأساوية، وشيعناها تيكتوكيًا بكل صخب! وكانت سمكتنا ملهمة للعديد من القصائد والأغنيات.. ولعل الحماس فاض بالبعض وحولوها لوشم لتخليد ذكراها.
هذه المسرحية ما هي إلا تجسيد لطبيعتنا البشرية، فأغلبنا نهرب من مشاعرنا ونتنكر لها، ولكن بمجرد أن نراها متمثلة في الخارج، حتى لو على شكل سمكة خرجت من بيئتها، نرتبط بها عاطفيًا ونجعلها رمزًا للأمل والألم.. ونبكي آمالنا وآلامنا فيها.