دور الترجمة و تأثيرها على الأدب المحلي

التاريخ : 2025-02-05

مدة القراءة : 2 دقائق

‏في ممارسة الترجمة ‏عندما نتحدث عن هذه المهنة الفاضلة، فإننا نتحدث عن رسولٍ مبشرًا بالاتصال الأسمى بين الحضارات، عن السحر الذي يحدثه المترجم في القارئ جملةً وتفصيلًا من خلال تأويل النص الذي يسافر من وطنه إلى وطن القارئ، ليلتقيه في مشهدٍ شاعري، ليقرّب الإنسان من أخيه الإنسان، في رحلة لالتقاط الجوهر الحي الذي لا يُرى، بل يُحس للنص. ذلك الشيء الذي لا يمكن بلوغه أبدًا مهما كان الجهد الذي يكلفه الوصول إلى لغةٍ أُخرى، بل يتطلب أن نحلق عاليًا وسط جوقةٍ من رفيف الكلمات، لنلمسه، ونراه رأيَ العين، لنترجمه.

‏- في المشهد الأدبي المعاصر تتوالى الإيجابيات الفاتنة كما المخاطر الفتاكة، فقد نجد القارئ في حالةٍ من عسر هضم الأدب المحلي، فقريحته الأدبية اعتادت المشهد الغربي وأساليبه وثقافته، أو لانجذابه الشديد للشعبية العالمية لبعض الكتاب. في حين يستصعب أحيانًا التوغل في بحور اللغة الفصحى وبلاغتها، والمشهد الذي رُسمت ملامحه من واقع حياته اليومية الذي لم يعتد رؤية انعكاسه في قالبٍ أدبي للأسف. ‏مما يشكل تهديدًا يستدعي حماية ثقافتنا الخاصة، بل وإعادة إحياءها مرارًا و تكرارًا من خلال الأدب.

‏- إلى جانب ذلك، تواجه الترجمة تحديات صعبة في نقل روح النص الأصلي، في محاولة للحفاظ على طبيعته بشكلٍ يجعله أكثر قربًا وفهمًا للقارئ المحلي. ومن هنا قد يؤدي ضعف الترجمة إلى ظلم النص وإفقاده جزءًا من قيمته الفنية.

‏على الضفة الأخرى التي نشهد فيها أمجاد الترجمة الحقة، فهي تساعد في بناء جسور ثقافية بين الحضارات المختلفة، فالأدب المحلي لا يخرج من هذا السياق، حيث تلعب الترجمة دورًا بارزًا في تطويره وتعزز من المشهد الثقافي للأدب المحلي من خلال تصديره إلى ثقافات أخرى، تاركةً بصمةً أثيرية في فضاء الأدب العالمي. وتعزز من مكانته فيها. ‏مُمكنةً إياه من الاتصال بالجماهير على نمطٍ أوسع، فعلى سبيل المثال لا الحصر؛ ترجمت أعمال أدباء مثل نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل إلى عديد من اللغات مما ساعد في تقديم الثقافة العربية وأدبها الأصيل للعالم أجمع.

‏الصورة الكبرى

‏تُعد الترجمة جسرًا يربط بين الثقافات ويُثري التجربة الإنسانية، فهي ليست مجرد وسيلة لنقل النصوص بل فنٌ يُبرز روح الأدب ويُعيد تشكيله ليناسب سياقات جديدة دون أن يفقد هويته. وفي عالم يزداد ترابطًا، تتيح الترجمة للأدب المحلي مكانة عالمية مع الحفاظ على خصوصيته الثقافية. إنها رسالة إنسانية لتعزيز التفاهم بين الشعوب، ووسيلة لإبراز التنوع البشري عبر رفيف الكلمات الذي يتجاوز الحدود، محققًا انسجامًا بين الأصوات المختلفة في فضاء الأدب.

اشترك معنا:

اقرأ المزيد من القصص والأخبار المماثلة يوميًا على بريدك.

شارك القصة عبر :

انسخ الرابط

قصص أُخْرى