التاريخ : 2025-01-08
مدة القراءة : 2 دقائق
في زمن الذكاء الاصطناعي والاهتمام بالمستقبل، وفي ظل انشغال الناس بحياتهم اليومية وإيقاعها السريع جدا، مع ذلك فقد حصد التاريخ اهتماما واسعًا خلال العامين الماضيين، مفاجئا المروجين لعلوم المستقبل، بأنه مازال يوجد شريحة واسعة من الناس تحب الرجوع إلى الماضي بشغف!
وفقًا لبيانات Nielsen BookData، شهدت المملكة المتحدة وأيرلندا في عام ٢٠٢٣م إنفاقًا قياسيًا على كتب التاريخ منذ عام ١٩٩٨م، حيث ارتفعت مبيعات كتب التاريخ القديم بنسبة ٦٧٪ على مدى العقد الماضي، وفي حين أن سوق الكتب يواجه ركودًا عامًا، فقد نمت فئة التاريخ بنسبة ٦٪ خلال عام واحد فقط.
ما حصل في لندن يدلل على "ريمونتادا التاريخ"، فقد فكك ديكور المسرحية الموسيقية الشهيرة "Frozen" لإفساح المجال أمام المؤرخين، توم هولاند ودومينيك ساندبروك، لإحياء حكايات الماضي أمام جمهور غفير. هذا الثنائي يقدم عروضًا نابضة بالحياة تُظهر كيف يمكن للتاريخ أن يكون ممتعًا وجذابًا. نجاحهما لم يكن مجرد حضور جماهيري، بل أفضى إلى توقيع اتفاقيات إنتاج تلفزيوني وسينمائي لتحويل محتوى البودكاست إلى الشاشات في كل العالم.
أكبر قصص النجاح في التاريخ تأتي من البودكاست. برامج مثل The Rest is History وHardcore History تجذب ملايين المستمعين شهريًا. دان كارلين، مؤسس Hardcore History، أثبت أن الجمهور مستعد للاستماع لساعات طويلة من السرد التاريخي المتعمق. يكفيك أن كارلين وبإنتاج عدد محدود من الحلقات سنويًا، يحقق إيرادات ضخمة، معظمها من مبيعات الحلقات القديمة.
قد يكون السبب هو أن السكان الأكبر سنًا في العالم أصبحوا أكثر اهتمامًا بقصص الماضي، أو أن نقطة التشبع التي وصلت إليها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي قد ولدت ردة فعل عكسية دفعت بعض الأشخاص للابتعاد عن التقنية والاتجاه نحو العلوم الإنسانية.
اقرأ التاريخ إذ فيه العبر *** ضل قوم ليس يدرون الخبر