التاريخ : 2024-12-29
مدة القراءة : 2 دقائق
الإنسان بطبيعته يبحث عن الهدوء، ويحاول أن يتحاشى كل مسببات الإزعاج، ولكن "ما باليد حيلة"؛ فالإزعاج يمر عليه يوميًا على هيئة "شفتات".
يبدأ من "صباح الله خير" وأثناء ذهابه لعمله بالتعرض إلى "أبواق السيارات"، وفي العمل يصطدم بصوت مديره العالي، وبعد العمل تعود أبواق السيارات مرة أخرى لتقضي على البقية الباقية من الهدوء، وهكذا هي دورة حياة الضوضاء.
تم اختراع البوق في عام ١٩٠٨م كأداة لتحقيق السلامة على الطرقات وتحذير السائقين والمشاة من الخطر، ومع مرور الوقت، انحرف استخدام البوق عن غرضه الأساسي، وأصبح وسيلة "لتفريغ العقد" والتنفيس عن التوتر وإطلاق المشاعر السلبية.
بل إن البعض تمادى وأسس لغة خاصة بالأبواق: فالضغط على البوق مرة واحدة له معنى، ومرتان له معنى آخر، وغيرها من الاستخدامات البعيدة، يكفيك أن البوق أصبح - حالياً - أداة لإرسال التحية للطرف الآخر.
أظهرت دراسة كلاسيكية أجريت في مدينة فينيكس ذات المناخ الحار، ونُشرت في مجلة Environment and Behavior إلى أن السائقين الذين يعانون من الإجهاد أو الظروف القاسية، مثل الحرارة العالية أو القيادة بدون تكييف هواء، هم الأكثر عرضة لاستخدام البوق بشكل عدواني.
هذا النوع من السلوك لا يقتصر فقط على التسبب في الإزعاج، بل يمتد ليؤثر على الصحة النفسية للمشاة. يعود استخدام البوق العدواني إلى عوامل سلوكية ويمكن تتبعها إلى مجموعة من الضغوطات. كما أشارت الدراسة إلى أن السائقين الذين لا يملكون تكييفًا للهواء ويقودون مع نوافذ مفتوحة الأكثر عرضة لاستخدام البوق.
دراسة ألمانية أظهرت أن التعرض لضوضاء مرورية تزيد عن ٥٥ ديسيبل يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى ٢٩٪، وتظهر أعراض الاكتئاب بشكل أكبر على الأشخاص من ذوي المستويات التعليمية المنخفضة.
ظهرت العديد من الاقتراحات، منها تثقيف السائقين حول التأثيرات السلبية لاستخدام البوق، ويمكن أن يشمل ذلك برامج إرشادية تعلم السائقين قواعد استخدام البوق، وتحذرهم من العقوبات المرتبطة بسوء استخدامه.كما تم اقتراح تخفيض مستوى الصوت المسموح به للأبواق عالميًا من ٩٣ ديسيبل إلى ٨٧ ديسيبل، مع وضع قيود صارمة على الاستخدام غير الضروري للبوق في الأماكن العامة.