التاريخ : 2024-12-05
مدة القراءة : 2 دقائق
يبقى التساؤل حول الطريق الأمثل لاكتشاف مسارنا المهني وتحقيق أقصى إمكانياتنا، وظيفة تتناسب مع شخصياتنا واهتماماتنا وقدراتنا، تشعل فينا شغف الإنجاز. هل من السهل الوصول؟ أم هو مزيج من الحظ والقدرة؟ أم هنالك أسرار ترشدنا نحو وجهتنا؟ هنا يكمن دور علم النفس المهني من خلال تقديم بوصلة إرشادية نحو المهنة الأمثل لنا..
دراسة حديثة من جامعة الينوي بقيادة الباحثة زي هان ليو وزملاؤها في عام ٢٠٢٤ م تؤكد فعالية شبكة O*NET كأداة فعالة لاكتشاف المسار المهني الأمثل، حيث أظهرت الدراسة أن مطابقة اهتمامات الفرد مع متطلبات العمل تعكس رضا وظيفي ومهني أعلى.
تُعد شبكة المعلومات المهنية O*NET ، التي طورتها وزارة العمل الأمريكية، منصةً ثرية بالمعلومات لأكثر من ٩٠٠ مهنة، لا تصنف المهن حسب المواصفات الفنية، بل أيضاً وفقاً لسماتها النفسية، كما تُوفر المنصة معلومات قيّمة عن المهن ذات المستقبل الواعد، وسوق العمل حسب الولاية، والمهارات والتعليم المطلوب لكل مهنة.
تعمل المنصة من خلال نظرية هولاند للمواءمة المهنية، والتي تؤكد على أهمية توافق "الشخص - البيئة" لتحقيق أقصى إمكانات الفرد. وتصنف هذه النظرية الاهتمامات المهنية إلى ستة أبعاد (RIASEC): واقعي، وبحثي، وفني، واجتماعي، وريادي، وتقليدي.
تُقدم O*NET اختباراً قصيراً لتحديد أبعاد RIASEC لديك، مما يُساعدك على تحديد الوظيفة المناسبة. كما تُوفر المنصة تقييمات أخرى لتوافق "الشخص - البيئة" في خمسة مجالات: الاهتمامات المهنية، وقيم العمل، والمعرفة، والخبرات، والشخصية.
أظهرت نتائج الدراسة بأن تقييم المعرفة كان الأفضل في التنبؤ بالدخل، بينما كان تقييم الاهتمامات هو الأفضل في التنبؤ برضا الوظيفي والرضا عن اختيار المهنة. وتُشير النتائج إلى أن الاهتمامات لا تُحدد فقط اختياراتنا المهنية، بل تُزودنا أيضاً بالطاقة والدافع للنجاح.
سهلت منصة O*NET اكتشاف المسار المهني الأمثل، وأسهمت في تقليل فرص التخبط والفشل بين الأفراد من خلال تسهيل عملية اكتشافهم لذواتهم وما يناسبهم.