التاريخ : 2024-12-02
مدة القراءة : 2 دقائق
تشهد صناعة الترفيه تحولاً ملحوظًا من الأنماط الطويلة إلى الأنماط الأقصر، مما أدى إلى تغير كبير في كيفية تعاملنا مع المعلومات، فقد أصبح كثير من الناس يضاعف سرعة المقطع إذا وجده مفيدًا ولكنه طويلًا، أو ببساطة؟ يتعدّاه..
تغيرت تركيبة المخ البشري خصوصًا لدى الجيل الجديد، وكل الخوف يكمن في تأثيره السلبي على القدرات العقلية والذهنية وحتى التعليمية، حيث أصبحت هذه الوسائل أدوات تشتيت تُضعف القدرة على التركيز لفترات طويلة، مما أثر بدوره على أنماط استهلاك المحتوى.
لاحظ معلمو المدارس معاناة الطلاب في صعوبة التركيز والانتقال بين الدروس أو الواجبات، فوجدوا أنفسهم مضطرين لتكليف الطلاب بتكاليف أقصر متطلباتها مختصرة أكثر.
اتجهت برامج الأطفال إلى إنتاج محتويات أقصر، حتى الأغاني أصبحت أبسط لتقتصّ وتُنشر في منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وانستجرام.
أكبر مصادر الترفيه انتشارًا حاليًا هي المصادر الرقمية، البلايستيشن من جهة ووسائل التواصل واليوتيوب من جهة أخرى، الأمر ذاته ينطبق على التعليم، حوّلت بعض المدارس تكاليف طلابها إلى منصات رقمية، وحوّلت بعض الجامعات مقرراتها إلى مقررات إلكترونية فأصبح الجميع يستطيع الوصول إلى مجموعة لا تعد ولا تحصى من المحتويات بضغطة زر. بالتالي يستقبلون كمّ هائل من المعلومات في فترة قصيرة، مما يعزز الحاجة إلى توفير محتوى سريع ومتجدد باستمرار.
إن توجَه الجيل نحو محتويات قصيرة، لا يعني فقدان ذكائهم أو تدنّي مستوى التعلم، بل كل ما في الأمر أنه تفضيل ناتج عن تغيّر الحياة التقنية، فأصبح استيعابهم للمعلومات يتمّ من خلال معلومات مجزأة وصغيرة، هذا التفضيل يتطلب تكييف المناهج إلى أسلوب “المختصر المفيد”.
الملل أصبح أسهل بكثير عمّا مضى.