التاريخ : 2024-11-07
مدة القراءة : 2 دقائق
حين تبدأ مسيرتك المهنية، يوصيك الكل "بالمهارات الناعمة" وتطرح عليك عشرات الأسئلة خلال مقابلاتك عن هواياتك ومن أنت خارج العمل.. إلى آخره. ولكن ما أن تقع بالفخ، غالبًا ستهمش كل تفضيلاتك ومشاعرك، وتتحول تدريجيًا لترسٍ في عجلة، و "حي ولا ميت دفها معنا".
المهارات العملية لا يختلف اثنان على محوريتها، فهي المكسب المباشر في نهاية الأمر، ولكن التركيز على المهارات القابلة للفوترة يُعد انعدام بصيرة، فالتاريخ يؤكد لنا مرارًا وتكرارًا بأن الشركات الصارمة، والمعتمدة على الكفاءة العملية وحدها، ينتهي بها المآل للإفلاس!
علاقة عكسية، فحين يزداد التعاطف تنخفض احتمالات الإفلاس للقاع! ولكن، لماذا؟ ببساطة لأن التعاطف الإنساني يعني اتخاذ قرارات أكثر شمولية، فالحياة معقدة بطبعها، والاعتماد على الأرقام والقرارات المنطقية وحدهما في إدارة شركتك قد "يدخلك بجدار".
التعاطف الإنساني لا يعني الشفقة على الآخرين فقط، بل يعني أن تضع نفسك بمكانهم، وتتخيل كل ما يترتب على ذلك، فلو علمت بظرف شخصي لأحد الموظفين بدلًا من أن تمنحه إجازة ليومين "وتنسى الموضوع" ستضع بعين الاعتبار حالته النفسية، وتقرأ تعبيراته ونبرة صوته، وبناءً على ذلك تحمل عنه بعض المهام وتوكله بأخرى، ولو لاحظت ارتفاع قلق أحدهم لفترة، ستبعده عن مقابلة العملاء وتقديم العروض مثلًا، وهذا سيخفف الضغط عليه ويساعده على التحسن، ويفيد مبيعات شركتك بحمايتها من ضياع الفرص.
انصت بحق: حين يصلك اقتراح أو شكوى ما، تذكر أن ما بين السطور قد يحمل معاني أبلغ مما قيل بصوت عالٍ، لذا حاول التنبيش بالمقاصد والذهاب لما وراء المعنى، وركز على السياق!
خذ المستقبل بعين الاعتبار: لا تحبس عينيك في موضع خطوتك القادمة، فكر بالعواقب طويلة المدى، فالفوز اللحظي ليس كل شيء "بعض المعارك في خسرانها شرفٌ.. من عاد منتصرًا من مثلها انهزما".
جند مَلَكَة الخيال: ولعلها أسهل نصيحة، ضع نفسك مكان الآخرين، فكر بتداعيات القرارات عليهم، وشدة وطأة المواقف، وخذ نتائج خيالك بالحسبان.