خذ الهلوسة من دردشات الذكاء الاصطناعي

يبدو أن الذكاء الاصطناعي لن يكتفي بمشاركة أعمالنا وحياتنا فقط، بل سيمتد إلى تناقضات شخصياتنا.

فكلنا في يومٍ ما تأملنا الغيوم لمرات عديدة وشاهدنا فيها وجوهًا وحيوانات بل وكائنات فضائية، وكنا متأكدين أنها موجودة فعلًا، والواقع أن الذكاء الاصطناعي يقوم بذلك أحيانًا.

يعني الواجب الذي ساعدني فيه كان "تخريف"؟

أتمنى ألا يكون هذا ما حصل معك. وبالنسبة للهلوسة التي نتحدث عنها فقد يقدم الذكاء الاصطناعي إجابات عن تساؤلاتك بطريقة غير منطقية أو حتى مفهومة إذا كانت تساؤلاتك خارج النطاق الذي تدرب عليه.

سبب الهلوسة؟

• السبب الرئيسي للهلوسة هو افتقار أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي للتحليل المنطقي وكذلك افتقارها لنماذج هيكلية صحيحة للآليات والقواعد الأساسية التي تحكم العالم من حولنا من فيزياء وأحياء وعلوم أخرى.

• فحتى وإن اطلعت تلك النماذج خلال تدريبها على كثير من النصوص في هذه العلوم تظل طريقة معالجاتها لما في هذه النصوص طريقة سطحية للغاية وقاصرة عن تكوين الروابط الضرورية والحاكمة لكيف يعمل العالم من حولنا كأنظمة معقدة غنية بالعلاقات والقواعد التي تحكم تركيب كل منها وآليات عمله.

كيف تحصل الهلوسة؟

تهلوس نماذج اللغة الكبيرة عندما تواجه أسئلة تختلف ليس فقط في ظاهرها بل في مضمونها عن طبيعة النصوص والأسئلة والأجوبة التي تدرب عليها النموذج.

أمثلة هلوسات الذكاء الاصطناعي:

*يدعي برنامج الدردشة Bard التابع لشركة جوجل أن تلسكوب جيمس ويب الفضائي قد التقط الصور الأولى في العالم لكوكب خارج نظامنا الشمسي.

*دردشة مايكروسوفت AI سيدني، تعترف بحب المستخدمين والتجسس على الموظفين.

النصف الممتلئ من الهلوسة

بالرغم من كل المخاطر التي قد تصاحب هلوسة الذكاء الاصطناعي والاعتماد على إجاباته، إلا أن هذه الهلوسة يمكن استغلالها في الابتكارات في المجالات:

*ألعاب الواقع الافتراضي: من خلال إعطاء نظرة جديدة لتجارب المستخدمين.

*الكتابة والتأليف: من الممكن أن يستفيد الكتّاب والمؤلفين من "شطحات" الذكاء الاصطناعي في الخروج بقصة إبداعية.

*التصميم: هلوسات الذكاء الاصطناعي لا تنحصر فقط في النصوص والمحتوى، بل تمتد حتى إلى دمج الصور وتصميمها مما يلهم المجالات التي تعتمد على التصميم مثل العمارة والتصميم الداخلي.

*التسويق: بدلًا من اجتماعات العصف الذهني التي يكرهها فريقك، يساعدك الذكاء الاصطناعي بأفكار لا تخطر على بال أحد.

الصورة الكبرى:

المفتاح في التعامل مع هلوسات الذكاء الاصطناعي التوليدي هو استخدامه في التطبيقات المناسبة كتلك المذكورة أعلاه. سواءًا في أعمالنا (أو دراستنا 😉). 

أما بالنسبة لاستخدامها في صناعة القرار بما يتطلب التخطيط والتحليل المنطقي فيلزمه في الوقت الحالي دعما قويًا من أنظمة مساعدة قادرة على التخطيط والتحليل. هذه الأنظمة الداعمة تفرض قيودا توجيهية على الذكاء الاصطناعي التوليدي تساهم في الدفع بإجاباته في الاتجاهات المنطقية السليمة.

كل هذه حلول مؤقتة ريثما يصل العلم إلى أنظمة ذكاء اصطناعي يكون للمنطق السليم وهيكلة العلوم دورًا أكثر محورية في تدريب وعمل هذه النماذج.