التاريخ : 2024-10-07
مدة القراءة : 2 دقائق
كوكا كولا، تسمع بالابتكار ولا تراه، تركض وراء سرابه، تحاول عبثًا أن تركب قطار التغيير، لكنها تسقط مرارًا وتكرارًا، والمستهلكون يصرخون: كفاية إبداع.
تتربع عليه كوكا كولا. فمنذ زمن ودت كوكا كولا منافسة بيبسي، وفي نفس الوقت أحبت أن تضرب عصفورين بحجر، وتقلل التكاليف، وهكذا غيرت تركيبتها قبل أربعين سنة.
خلقت صخبًا إعلاميا ظنًا منها بأنها ستشعل حماس المستهلكين للمنتج المطور (نيو كوك) الذي طورت فيه الوصفة الأصلية لتصبح أكثر حلاوة؛ ولكن يا حرام، لم ترَ الشركة من أحلامها إلا النقيض، فالمستهلكون "انفكوا عليها" والمستثمرون سارعوا بالتخلص من أسهمهم بالشركة، والرأي العام ولَّع ضدهم، حتى "تعوذوا من أبليس" وأعادوا الوصفة الأصلية للأسواق، وتعوذوا من أبليس.
منذ ذلك الوقت وكوكا كولا مؤمنة بأن الابتكار هو ما يحمي الشركات من الغرق بفخ النسيان، واستمرت بمحاولاتها لإصدار مشروبات موسمية، وأخرى حصرية، لتجس النبض، ولعل آخر وأشهر ابتكاراتها كان كوكا كولا شيري فانيلا، الذي ما لبث أن لمس الأرفف، حتى توقف إنتاجه، واعتذرت الشركة بالطبع بأن "البلا بأذواق المستخدمين". في إشارة بأنها لم تستطع معرفة تفضيلاتهم حتى الآن بسبب تقلباتها.
كوكا كولا فكرت وفكرت، وقررت أن عليها اتخاذ خطوة أكثر جدية! وقررت المغامرة وتصدير منتج دائم للأسواق، بدلًا من المنتجات الموسمية التجريبية! وهكذا أطلقت (كوكا كولا سبايس) وهو مشروب كوكا كولا العادي لكنه لاذع قليلًا مع لمحة من نكهة التوت وبعض التخبيصات الأخرى -ليتهم استخاروا- وللأسف ردود الفعل لم تكن إيجابية على المنتج الجديد، فالغالبية اتفقت على أن المشروب يشعرك بأنك تشرب شمعة!
المستهلكون "تعقدوا" من ابتكارات كوكا كولا، وكوكا كولا تحاول إثبات العكس، والآن تعدنا الشركة بأنها بالرغم من سحب مشروبها الجديد إلا أنها تجهز لمنتج آخر في عام ٢٠٢٥م.